للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿يَضُرُّكُمْ﴾ (١) فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بكسر «الضّاد» وجزم الرّاء على جواب الشرط من: ضاره يضيره، وعليه:" لا ضير " وأصله: «يضركم» (٢) ك «يغلبكم» نقلت كسرة الياء إلى (الضّاد)، ثمّ سكنت الرّاء للجزم فحذفت الياء للسّاكنين والكسرة دالة عليها، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بضم (الضّاد) ورفع الرّاء مشدّدة على أنّ الفعل يرتفع لوقوعه بعد فاء مقدّرة، وهي وما بعدها الجواب في الحقيقة، والفعل متى وقع بعد الفاء رفع ليس إلاّ؛ كقوله - تعالى -: ﴿وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ﴾ (٣) والتّقدير:" فلا يضركم "، وحذفت الفاء كقوله (٤):

من يفعل الحسنات الله يشكرها … والشرّ بالشرّ عند الله سيّان

أي فالله يشكرها، وقال الجعبري:" مضارع: ضرّ، وعليه: ﴿لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ﴾ (٥)، وأصله: "يضرركم ك: "ينصركم"، نقلت ضمة الرّاء الأولى إلى (الضّاد)


(١) آل عمران: ١٢٠، النشر ٢/ ٢٤٣، المبهج ٢/ ١٥٩، مفردة الحسن: ٢٤٣، إيضاح الرموز: ٣٢٦، مصطلح الإشارات: ١٨٨، الدر المصون ٤/ ١٤٧، كنز المعاني ٣/ ١٣٥٤.
(٢) الصواب: يضيركم.
(٣) المائدة: ٩٥.
(٤) البيت من البسيط، وهو لحسان بن ثابت في الكتاب لسيبويه ٤/ ١٩٣، وفي مغني اللبيب: لابنه عبد الرحمن بن حسان، وهو لكعب بن مالك في ديوانه: ١٠٨، والشّاهد فيه: (من يفعل الحسنات الله يشكرها) حيث حذف الفاء الرّابطة من جواب الجزاء؛ والتّقدير: فالله يشكرها؛ وهذا الحذف للضّرورة الشّعريّة، وروي عن الأصمعي أنه قال: هذا البيت غيره النحويون والرواية: "من يفعل الخير فالرحمن يشكره"، والبيت من روايات سيبويه، ولا يرضى أنصاره بقول الأصمعي لأنه طعن في رواية الشيخ: وكثيرا ما يعتذرون عن سيبويه بالقول: لقد روي له، أو روى الثقات له فأخذ به، فلماذا لا يكون هذا البيت كذلك، وجاء في لكتاب آخره (مثلان)، ينظر هذا البيت في: الكتاب ٣/ ٦٥، ونوادر أبي زيد ٣١، والمقتضب ٢/ ٧٢، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة ١٣٥، والخصائص ٢/ ٢٨١، وأمالي ابن الشّجريّ ١/ ١٢٤، ٢/ ٩، ١٤٤، وشرح المفصّل ٩/ ٢، ٣، وضرائر الشّعر ١٦٠، وزيادات ديوان حسّان ٢/ ٥١٦، وديوان عبد الرّحمن بن حسّان ٦١، وديوان كعب بن مالك ٢٨٨، شرح الشواهد الشعرية ٣/ ٢٥٠، وسبق في ٣/ ٢٨٤.
(٥) المائدة: ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>