للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ لمّا كثر الاختلاف فيما يحتمله الرّسم، وقرأ أهل البدع والأهواء بما لا يحل لأحد تلاوته وفاقا لبدعتهم كمن قال من المعتزلة: ﴿وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً﴾ (١) بنصب الهاء، ومن الرّافضة ﴿وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ﴾ (٢) بفتح اللام يعنون أبا بكر وعمر، رأى المسلمون أن يجمعوا على قراءات أئمة ثقات، تجرّدوا للاعتناء بشأن القرآن العظيم، فاختاروا من كلّ مصر وجّه إليه مصحف أئمة مشهورين بالثقة، والأمانة في النّقل، وحسن الدّراية، وكمال العلم أفنوا عمرهم في القراءة والإقراء، واشتهر أمرهم، وأجمع أهل مصرهم على عدالتهم فيما نقلوا، والثقة بهم فيما قرؤا، ولم تخرج قرائتهم عن خط مصحفهم.

فمنهم بالمدينة: أبو جعفر، وشيبة، ونافع.

وبمكة: عبد الله بن كثير، وابن محيص، والأعرج.

وبالكوفة: يحيى بن وثاب (٣)، وعاصم بن أبي النجود، والأعمش، وحمزة، والكسائى.

وبالشام: عبد الله بن عامر، وعطية بن قيس الكلابي (٤)، ويحيى بن حارث الذماري (٥).


(١) النساء: ١٦٤.
(٢) الكهف/ ٥١.
(٣) حدث عن ابن عباس، وابن عمر، أخد القراءة عرضا عن علقمة، وعبيد بن نضيلة صاحب علقمة، حدث عنه عاصم، وأبو العميس عتبة المسعودي وأبو إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق الشيباني، سير أعلام النبلاء ٤/ ٣٧٩.
(٤) عطية بن قيس، أبو يحيى الكلابي، تابعي ولد سنة سبع في حياة النبي، عرض على أم الدرداء، وابن عمر، وروى عنه عبد الرحمن بن زيد، وعبد الله بن العلاء، مات سنة ١٢١ هـ، انظر: الغاية ١/ ٥١٣، المعرفة ١/ ٢٣٨، السير ٥/ ٣٢٤.
(٥) يحيى بن الحارث بن عمرو بن يحيى، أبو عمر الذماري الدمشقي، روى عن واثلة بن الأسقع، وعبد الله بن عامر، وقرأ عليه سعيد بن المسيب وأبي الأشعث، مات سنة ١٤٥ هـ، انظر: الغاية ٢/ ٣٦٧، السير ٦/ ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>