للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: أنّه منصوب على الظرف، وهو مذهب سيبويه (١).

والثّاني: أنّه مفعول به، وهو مذهب الأخفش.

وهكذا كلّ مكان بعد «دخل» فإنّ فيه هذين المذهبين، وهذه القراءة واضحة؛ لأنّ اسم المصدر والمكان جاريان على فعليهما.

[وخرج بحصر ﴿مُدْخَلاً﴾ في الموضعين ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ بالإسراء (٢) فإنه اتفق على ضمه] (٣).

وقرأ «وسئلوا» (٤) الأمر الموجّه نحو المخاطب إذا تقدّمه واو أو فاء بنقل حركة الهمزة إلى السّين ابن كثير والكسائي، وكذا خلف لأجل التّخفيف لكثرة الاستعمال، وهو لغة الحجاز، ووافقهم ابن محيصن، فإن لم يتقدمه واو ولا فاء فالكلّ على النّقل نحو ﴿سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ﴾ (٥)، وإن كان لغائب فالكل بالهمز نحو ﴿وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا﴾ (٦) إلاّ حمزة في الوقف، ووهم ابن عطية كما نبّه عليه في (الدر): "فنقل اتّفاق القرّاء على الهمز في نحو ﴿وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ﴾ (٧)، وليس اتّفاقهم في هذا بل في ﴿وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا﴾ كما مرّ" (٨).

واختلف في ﴿عَقَدَتْ﴾ (٩) فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بغير ألف،


(١) الكتاب ١/ ٣٥.
(٢) الإسراء: ٨٠.
(٣) هذا النص ليس في الأصل، وهو في كنز المعاني ٣/ ١٤١٧.
(٤) النساء: ٣٢، النشر ٢/ ٢٤٩، مفردة ابن محيصن: ١١٤، المبهج ٢/ ١٨٩، إيضاح الرموز: ٣٤٤، مصطلح الإشارات: ٢٠٣.
(٥) البقرة: ٢١١.
(٦) الممتحنة: ١٠.
(٧) الممتحنة: ١٠.
(٨) الدر المصون ٣/ ٦٦٧، المحرر الوجيز ٤/ ١٠٠.
(٩) النساء: ٣٣، النشر ٢/ ٢٥٠، المبهج ٢/ ١٩٠، إيضاح الرموز: ٣٤٤، مصطلح الإشارات: ٢٠٣، البحر المحيط ٣/ ٦٢١، كنز المعاني ٣/ ١٤١٨، تفسير البيضاوي ٢/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>