للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتخفيف السّين لأنّ أصلها «تتسوى» بتائين، فحذفت إحداهما، وافقهم الأعمش، وقرأ نافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح التّاء وتشديد السّين من غير إمالة، وافقهم الحسن إلاّ أنّ ورشا من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين، وقرأ الباقون بغير إمالة، وضم التّاء وتخفيف السّين مبنيّا للمفعول، يعني: أنّهم يودّون أنّ الله يسوّي بهم الأرض؛ إمّا على أنّ الأرض تنشق وتبتلعهم، وتكون الباء بمعنى «على»، وإمّا على أنّهم يودّون أن لو صاروا ترابا كالبهائم، والأصل: يودّون أنّ الله يسويهم بالأرض، فقلبت إلى هذا كقولهم:" أدخلت القلنسوة في رأسي "، وإما على أنّهم يودّون لو يدفنون فيها، وهو كمعنى القول الأوّل.

وأمال ﴿سُكارى﴾ (١) أبو عمرو حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش واليزيدي، وقرأ ورش بين اللفظين من طريق الأزرق، وبه قرأ قالون من (العنوان)، والباقون بالفتح، وعن المطّوّعي عن الأعمش «سكرى» بضم السّين وسكون الكاف والقصر صفة على «فعلى» ك «حبلى»، وقعت صفة لجماعة أي: وأنتم جماعة سكرى، وقراءة الجمهور بالضمّ والألف بعد الكاف على أنّه جمع تكسير، نصّ عليه سيبويه (٢).

وقرأ «أو جاء أحد منكم» (٣) بإسقاط الهمزة الأولى/وتحقيق الثّانية قالون والبزي وأبو عمرو، وكذا رويس من طريق أبي الطيب، وافقهم ابن محيصن من (المفردة) واليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية بين بين، وبه قرأ ورش أيضا من طريق الأزرق في أحد وجهيه، وقرأ في الوجه الآخر من طريقه بإبدال الثّانية ألفا


= - ٣٤٦، مصطلح الإشارات: ٢٠٤، الدر المصون ٣/ ٦٨٦، الكشف ١/ ٣٩٠.
(١) النساء: ٤٣، النشر ٢/ ٢٥٠، الدر المصون ٣/ ٦٨٨.
(٢) الكتاب ٢/ ٢١٢.
(٣) النساء: ٤٣، النشر ١/ ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>