للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك الحكم في ﴿تَوَفّاهُمُ﴾ (١) أيضا.

واختلف أيضا في ﴿إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ﴾ (٢) فنافع وابن عامر وحمزة وكذا أبو جعفر وخلف بفتح السّين واللام من غير ألف من الانقياد فقط، وافقهم الحسن، وقرأ الباقون بألف، والظّاهر أنّه التّحية وقيل: الاستسلام والانقياد.

واختلف في ﴿لَسْتَ مُؤْمِناً﴾ (٣) فأبو جعفر بخلف عنه بفتح الميم الثّانية اسم مفعول أي: لا نؤمّنك في نفسك، وقرأ الباقون بكسرها اسم فاعل أي: إنّما فعلت ذلك متعوذا.

واختلف في ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ (٤) فابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة وكذا يعقوب برفع الرّاء على البدل من ﴿الْقاعِدُونَ﴾، أو على الصّفة من ﴿الْقاعِدُونَ﴾ أيضا، ولا بد من تأويل ذلك لأنّ ﴿غَيْرُ﴾ لا تتعرّف بالإضافة، ولا يجوز اختلاف النعت والمنعوت تعريفا وتنكيرا، وتأويله إمّا بأنّ ﴿الْقاعِدُونَ﴾ لمّا لم يكونوا أناسا بأعيانهم بل أريد بهم الجنس أشبهوا النّكرة فوصفوا كما توصف، وإمّا بأنّ ﴿غَيْرُ﴾ قد تتعرّف إذا وقعت بين ضدين، وهذا خروج عن الأصول المقرّرة فلذا كان الوجه الأوّل أرجح لأنّ الكلام نفي والبدل معه أرجح لما/تقرّر في علم العربية، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، وقرأ الباقون بنصبها على الاستثناء من ﴿الْقاعِدُونَ﴾ وهو الأظهر لأنّه المحدث عنه، أو من المؤمنين وليس بواضح، أو على الحال من ﴿الْقاعِدُونَ﴾.


(١) النساء: ٩٧.
(٢) النساء: ٩٤، المبهج ٢/ ٥٥١، النشر ٢/ ٢٥٢، مفردة الحسن: ٢٥٩، إيضاح الرموز: ٣٥٠، مصطلح الإشارات: ٢٠٨، تفسير البيضاوي ٢/ ٢٣٧، الدر المصون ٤/ ٧٤.
(٣) النساء: ٩٤، النشر ٢/ ٢٥٢، إيضاح الرموز: ٣٥٠، مصطلح الإشارات: ٢٠٨، تفسير البيضاوي ٢/ ٢٣٧، الدر المصون ٤/ ٧٥.
(٤) النساء: ٩٥، المبهج ٢/ ٥٥١، النشر ٢/ ٢٥٢، إيضاح الرموز: ٣٥٠، مصطلح الإشارات: ٢٠٩، الدر المصون ٤/ ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>