للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذفت الواو الأولى لوقوعها بين حرف المضارعة المفتوح وكسرة فصار «تليوا» ك «تعدوا» وبابها، واستثقلت الضّمّة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الياء وواو الضّمير فحذف أوّلهما وهو الياء وضمت اللاّم المكسورة التي هي عين لأجل واو الضّمير (١)، وافقهما الأعمش، ولا التفات إلى من طعن في هذه القراءة بعد تواترها وصحة معناها، وقرأ الباقون بإسكان اللاّم وإثبات الواو المضمومة من: «لوى» «يلوي»، والمعنى: إن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق أو حكومة العدل، والأصل:

«تلويون» ك «تضربون» فاستثقلت الضّمّة على الياء فحذفت، فالتقى ساكنان: الياء وواو الضّمير فحذف أوّلهما - وهو الياء - وضمت الواو المكسورة التي هي عين لأجل واو الضّمير هنا فصار ﴿تَلْوُونَ﴾.

واختلف في ﴿وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ﴾ (٢) فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم النّون والهمز وكسر الزّاي فيهما على بناء الفعلين للمفعول والقائم مقام الفاعل ضمير «الكتاب»، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وقرأ الباقون بفتح النّون والهمز والزّاي فيهما على بنائهما للفاعل وهو الله - تعالى -.

واختلف في ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ﴾ (٣) فعاصم وكذا يعقوب بفتح النّون والزّاي على بنائه للفاعل، و «أن» وما بعدها في محل نصب مفعولا ب ﴿نَزَّلَ﴾، والفاعل ضمير الله تعالى، وقرأ الباقون بضم النّون وكسر الزّاي على بنائه للمفعول والقائم مقام الفاعل هو «أن» وما في حيزها أي: وقد نزّل عليكم المنع من مجالستهم عند سماعكم الكفر بالآيات والاستهزاء بها (٤).


(١) معاني القرآن للفراء ١/ ٢٩١، وللزجاج ٢/ ١٢٩، الكشف ١/ ٣٩٩، الحجة ٣/ ١٨٦.
(٢) النساء: ١٣٦، النشر ٢/ ٢٥٣، المبهج ٢/ ٥٥٣، إيضاح الرموز: ٣٥٢، مصطلح الإشارات: ٢١٠، الدر المصون ٤/ ١١٩.
(٣) النساء: ١٤٠، النشر ٢/ ٢٥٤، المبهج ٢/ ٥٥٣، إيضاح الرموز: ٣٥٢، المصطلح: ٢١١.
(٤) الدر ٤/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>