للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفقوءة بالعين، والأنف مجدوع/بالأنف، والأذن مصلومة أو مقطوعة بالأذن، والسن مقلوعة بالسن، والجروح قصاص (١)، أو على أنّها جمل معطوفة على ﴿أَنَّ﴾ وما في حيزها باعتبار المعنى لأنّها في حكم المكسورة فالمحل مرفوع على حدّ ﴿أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ (٢) وكأنّه قيل: كتبنا عليهم النّفس بالنّفس، والعين بالعين، فإنّ الكتابة والقراءة تقعان على الجمل كالقول، ولم يجز أن تعطف على ﴿أَنَّ﴾ وما عملت فيه لأنّها في تقدير اسم منصوب، وقال الزجاج عطف على الضّمير في الخبر (٣)، وعبّر البيضاوي بقوله: "أو على أنّ المرفوع معطوف على المستكن في قوله: بالنفس" (٤)، قال: "وإنّما ساغ لأنّه في الأصل مفصول عنه بالظرف والجار والمجرور حال مبينة للمعنى" (٥) انتهى.

وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وكذا أبو جعفر بالنّصب فيما عدا ﴿وَالْجُرُوحَ﴾ فإنّهم يرفعونها قطعا لها عمّا قبلها مبتدأ وخبره ﴿قِصاصٌ﴾ يعني أنّه ابتداء تشريع، وتعريف حكم جديد، قال أبو علي (٦): "فمن رفعه يقطعه عمّا قبله، ويجوز أن يستأنف ﴿وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ﴾ يعني أنّه ممّا كتب عليهم في التّوراة، ولكنّه على الاستئناف، وابتداء تشريع"، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشّنبوذي عن الأعمش.

وقرأ الباقون بالنّصب في الجميع على أنّه اسم ﴿أَنَّ﴾ لفظا وهي ﴿النَّفْسَ﴾، والجار بعده خبر و ﴿قِصاصٌ﴾ خبر ﴿وَالْجُرُوحَ﴾ أي: وإنّ الجروح قصاص، وهذا من عطف الجمل عطفنا الاسم على الاسم والخبر على الخبر كقولك: "إنّ زيدا قائم


(١) الدر المصون ٤/ ٢٧٣.
(٢) التوبة: ٣.
(٣) الحجة ٣/ ٢٢٦، معاني القرآن ٢/ ١٧٩.
(٤) تفسير البيضاوي ٢/ ٣٢٩.
(٥) تفسير البيضاوي ٢/ ٣٢٩.
(٦) الحجة للفارسي ٣/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>