للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمال ﴿وَناداهُما﴾ (١) حمزة، والكسائي وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والصّغرى، والباقون بالفتح.

وعن الحسن «سوءتهما» و «سوءتكم» (٢) بالإفراد حيث وقع، والجمهور بالجمع.

واختلف عن ورش من طريق الأزرق في مدّها، فمنهم من أجراها مجرى:

«شيء» و «هيئة» و «سؤة»، ومنهم من استثناها، وأجرى الخلاف فيها الشّاطبي، وأمّا ما وقع للعلاّمة الجعبري أن جعل في الواو ثلاثة أوجه وضربها في ثلاثة الهمزة فبلغت تسعة فتعقّبه شيخ مشايخنا ابن الجزري بأنّه لم يجد أحدا روى إشباع اللين إلاّ وهو يستثنى «سوءات» فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التّوسط والقصر، وأيضا كلّ من وسّطها مذهبه في الهمز المتقدّم التّوسط فعلى هذا لا يكون فيها إلاّ أربعة أوجه:

توسط الواو مع الهمزة طريق الدّاني والأهوازي، ثلاثة في الهمزة مع قصر الواو، ونظمها في بيت فقال (٣):

وسوءات قصر الواو والهمز ثلّثا … ووسّطهما فالكلّ أربعة فادري

/وقد تقدّم التّنبيه عليها في المدّ، ووقف عليها حمزة بالنّقل على القياس، وبالإدغام كما ذهب إليه بعضهم إلحاقا له بالزّائد، وحكى بعضهم في ذلك التّخفيف بين بين كما ذكره الحافظ أبو العلاء وضعّف (٤)، وافقه الأعمش بخلف.

واختلف في ﴿وَمِنْها تُخْرَجُونَ﴾ هنا، وفي «الرّوم» ﴿وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ وهو الأوّل منها، وفي «الزخرف»، وآخر «الجاثية» (٥) فحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح


(١) الأعراف: ٢٢.
(٢) الأعراف: ٢٠، ٢٦، مفردة الحسن: ٢٨٦، إيضاح الرموز: ٣٩٢، مصطلح الإشارات: ٢٤٥.
(٣) كنز المعاني ٢/ ٣٧٦، وقال في النشر ١/ ٣٩١: "وقد نظمت ذلك في بيت وهو:" ثم ذكره.
(٤) غاية أبو العلاء ١/ ٢٥٣، باب المد ٢/ ٢٦٦.
(٥) الأعراف: ٢٥، الروم: ١٩، الزخرف: ١١، الجاثية: ٣٥ على الترتيب، النشر ٢/ ٢٨٦، -

<<  <  ج: ص:  >  >>