للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا اتّفقوا على قوله ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ﴾ ب «سأل» (١) حملا على قوله - تعالى - ﴿يُوفِضُونَ﴾.

وعن الحسن «ورياشا» (٢) بفتح الياء وألف بعدها جمع: ريش، فيكون ك «شعب» و «شعاب» (٣).

وأمال ﴿يُوارِي﴾ (٤) الدّوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضّرير وفتحها من طريق غيره كالباقين.

واختلف في ﴿وَلِباسُ التَّقْوى﴾ (٥) فنافع وابن عامر والكسائي وكذا أبو جعفر بنصب السّين نسقا على: ﴿لِباساً﴾، أي: أنزلنا لباسا مواريا وزينة، وأنزلنا أيضا لباس التقوى، وافقهم الحسن والشنبوذي عن الأعمش، وقرأ الباقون بالرّفع فيحتمل أن يكون ﴿وَلِباسُ﴾ مبتدأ، و ﴿ذلِكَ﴾ مبتدأ ثان و ﴿خَيْرٌ﴾ خبر الثّاني، والثّاني وخبره خبر الأوّل، والرّابط هنا اسم الإشارة وهذا أحد الرّوابط الخمسة المتّفق عليها، ويحتمل أن يكون ﴿وَلِباسُ التَّقْوى﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: وهو لباس التقوى، وهذا قول أبي إسحق (٦)، قال في (الدر): "وكأن المعنى بهذه الجملة التفسير للّباس المتقدّم، وعلى هذا فيكون قوله: ﴿ذلِكَ﴾ جملة أخرى من مبتدأ وخبر، وقدّره مكّي بأحسن من تقدير الزجاج فقال:" سترة العورة لباس التقوى " (٧).


(١) المعارج: ٤٣.
(٢) الأعراف: ٢٦، مفردة الحسن: ٢٨٨، إيضاح الرموز: ٣٩٣، مصطلح الإشارات: ٢٤٦، البيضاوي ٣/ ١٤، الدر المصون ٥/ ٢٨٧، الكشاف ٢/ ٩٧.
(٣) وذكر في الدر ٥/ ٢٨٧ وجه آخر فقال:" والثاني: أنه مصدر أيضا فيكون «ريش» و «رياش» مصدرين ل: راشه الله ريشا ورياشا أي: أنعم عليه ".
(٤) الأعراف: ٢٦، النشر ٢/ ٢٦٩.
(٥) الأعراف: ٢٦، النشر ٢/ ٢٦٩، المبهج ٢/ ٥٩٠، مفردة الحسن: ٢٨٨، إيضاح الرموز: ٣٩٣، مصطلح الإشارات: ٢٤٦، الدر المصون ٧/ ١٠٥.
(٦) أي الزجاج، معاني القرآن ٢/ ٣٦٣.
(٧) الدر المصون ٥/ ٢٨٨، وانظر: الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي ٤/ ٢٣٢٣، والكشف لمكي -

<<  <  ج: ص:  >  >>