للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعدّ لهم من العذاب، وقرأ الباقون بالخطاب، إمّا خطابا للسّائلين، وإمّا خطابا لأهل الدّنيا، أي: ولكن لا تعلمون ما أعدّ من العذاب لكلّ فريق.

واتّفق على الخطاب في ﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ (١).

[وخرج بقيد «لكن»: ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾] (٢)، فالمختلف فيه هنا رابع أفعال السّورة.

واختلف في ﴿لا تُفَتَّحُ لَهُمْ﴾ (٣) فقرأ أبو عمرو بالتّأنيث والتّخفيف، وافقه ابن محيصن، وعن اليزيدي بفتح التّاء الفوقيّة مبنيّا للفاعل مع التّأنيث ونصب «أيّوب»، فخالف أبا عمرو، فنافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب بتاء التّأنيث والتّشديد، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتّذكير والتّخفيف، وافقهم الحسن والأعمش بخلف عن المطّوّعي في التّذكير، وكلهم ضمّ حرف المضارعة إلاّ الحسن فإنّه فتحه وإلاّ المطّوّعي فإنّه فتحه مع التّذكير وضمّه مع التّأنيث، وفي (المصطلح) لابن القاصح:" وروى المطّوّعي وجهين بالياء والتّاء وفتحهما " (٤) انتهى، فأمّا قراءتي التّذكير والتّأنيث فباعتبار الجمع والجماعة، وأمّا التّخفيف والتّضعيف فباعتبار التّكثير وعدمه، قال في (الدر):" والتّضعيف هنا أوضح لكثرة المتعلق " (٥)، والفعل في هذه القراءات مبني للمفعول إلاّ في قراءة الحسن والمطّوّعي، وعنهما نصب «أيّوب» على المفعولية ب «تفتح».

وأدغم ﴿مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ﴾ (٦) رويس بخلف عنه كأبي عمرو، ومن (المصباح)


(١) الأعراف: ٣٣.
(٢) الأعراف: ٣٢، وما بين المعقوفين ليس في الأصل.
(٣) الأعراف: ٤٠، النشر ٢/ ٢٧٠، المبهج ٢/ ٥٩١، إيضاح الرموز: ٣٩٥، مصطلح الإشارات: ٢٤٦، مفردة الحسن: ٢٨٩، الدر المصون ٥/ ٣١٨.
(٤) مصطلح الإشارات: ٢٤٧.
(٥) الدر المصون ٥/ ٣١٨.
(٦) الأعراف: ٤١، النشر ٢/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>