للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثّالثة: قراءة ابن ذكوان «أرجئه» بالهمز وكسر الهاء من غير إشباع.

فيكون لهشام وجهان: الهمز مع اختلاس ضمة الهاء، والثّاني: الهمز مع إشباع ضمة الهاء.

ولأبي بكر وجهان أيضا: ترك الهمز مع إسكان الهاء بالهمز مع اختلاس ضمة الهاء.

ولابن وردان: ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء وترك الهمز مع إشباع كسرة الهاء.

فأمّا قراءة الهمز وعدمه فلغتان مشهورتان/يقال: «أرجأته» و «أرجيته»، أي:

أخّرته، كقولهم: «توضّأت» و «توضّيت»، وهل هما مادتان أصليتان؟، أم المبدل فرع الهمز؟، احتمالان.

وقد طعن قوم على قراءة ابن ذكوان، فقال الفارسي: "كسر الهاء مع الهمز لا يجوز لأنّ الهاء لا تكسر إلاّ بعد كسر أو ياء ساكنة" (١)، وقال البيضاوي: "لا يرتضيه النّحاة" (٢)، وأجيب: بأنّ الهمزة ساكنة، والسّاكن حاجز غير حصين، وكأنّ الهاء وليت الجيم المكسورة فلذلك كسرت، وأيضا فإنّ الهمزة كثيرا ما يطرأ عليها التّغيير، وهي هنا في معرض أن تبدل ياء لسكونها بعد كسرة فكأنها وليت ياء، وقد اعترض أبو شامة على هذين الجوابين بثلاثة أوجه:

أحدها: أنّ الهمز حاجز معتدّ به بإجماع في قوله: ﴿أَنْبِئْهُمْ﴾ ﴿وَنَبِّئْهُمْ﴾ (٣)، والحكم واحد في ضمير الجمع والمفرد فيما يرجع إلى الكسر والضم.

الثّاني: أنّه كان يلزمه صلة الهاء إذ هي في حكمه وقد وليت الجيم.


(١) الحجة ٤/ ٦٢.
(٢) تفسير البيضاوي ٣/ ٤٧.
(٣) البقرة: ٣٣، (الحجر: ٢٨، القمر: ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>