للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وافقه الحسن من غير خلف عنه، وروى الشّنبوذي عن ابن جمهور عن السّوسي كسر الياء المشدّدة بعد الحذف، ويلزم منه ترقيق الجلالة على القاعدة، ووجه في (النّشر) هذه القراءة ب" أنّ المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها السّاكن "قال:" فقيل: على هذا إنّما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك بل الرّواية الحذف وصلا ووقفا فعلى هذا لا يحتاج إلى إعادتها وقفا بل أجرى الوقف مجرى الوصل كما فعل في ﴿وَاِخْشَوْنِ الْيَوْمَ﴾ و ﴿يَقُصُّ الْحَقَّ﴾، ويحتمل أن يخرج على قراءة حمزة في «مصرخي» الآتي إن شاء الله - تعالى - " (١) انتهى.

وقرأ الباقون بياءين الأولى مشدّدة مكسورة، والثّانية مخفّفة مفتوحة.

واختلف في ﴿طائِفٌ﴾ (٢) فابن كثير وأبو عمرو والكسائي، وكذا يعقوب بياء ساكنة من غير ألف ولا همز على وزن «كيف» من «طاف» «يطيف»؛ ك «باع» «يبيع»، أو أنّه مخفّف من «طيّف» بتشديد الياء فحذفت عين الكلمة كقولهم في «ميّت»:

«ميت»، وفي «هيّن»: «هين»، ثمّ إنّ «طيّفا» الذي هو الأصل يحتمل أن يكون من:

«طاف»: «يطيف»، أو من «طاف»: «يطوف»، والأصل «طيوف» فقلب وأدغم، وهذا قول أبي بكر بن الأنباري، وافقهم اليزيدي والشّنبوذي عن الأعمش، وقرأ الباقون بالألف وهمزة مكسورة من غير ياء اسم فاعل من: طاف يطوف فيكون ك «قيام» (٣)، وإن كان من «طاف» «يطيف»؛ ك «بائع» و «مائل».

واختلف في ﴿يَمُدُّونَهُمْ﴾ (٤) فنافع وكذا أبو جعفر بضم الياء وكسر الميم من


(١) النشر ٢/ ٣٠٩.
(٢) الأعراف: ٢٠١، النشر ٢/ ٢٧٥، مفردة ابن محيصن: ٢٤١، مفردة الحسن: ٢٩٨، المبهج ٢/ ٦٠٦، مصطلح الإشارات: ٢٥٣، إيضاح الرموز: ٤٠٣، الدر المصون ٥/ ٥٤٦.
(٣) ما في الدر ٧/ ٣٤٠:" قائم وقائل ".
(٤) الأعراف: ٢٠٢، النشر ٢/ ٢٧٥، المبهج ٢/ ٦٠٦، مصطلح الإشارات: ٢٥٤، إيضاح الرموز: ٤٠٤، الدر المصون ٥/ ٥٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>