للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمال ﴿وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ﴾ (١) في الوصل السّوسي بخلف عنه كتفخيمه لام الجلالة وترقيقها، وقرأ الباقون بالفتح معهم السّوسي في وجهه الثّاني، وأماله في الوقف أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالصغرى، والباقون بالفتح.

وأمال ﴿لا يَرْضى﴾ (٢) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق وبالتّقليل والفتح، وبه قرأ الباقون.

واختلف في ﴿دائِرَةُ السَّوْءِ﴾ (٣) هنا وثاني «الفتح» فابن كثير وأبو عمرو بضمّ السّين فيهما، وافقهما ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالفتح فيهما، فمعنى الفتح الفساد والرداءة، والضم الهزيمة والبلاء والضرر قاله مكّي، قال في (الدر): وظاهر هذا أنّهما اسمان، وقال غيره: المضموم العذاب والضرر، والمفتوح: للذم، وخرج بالتّقييد ب ﴿دائِرَةُ:﴾ موضع «مريم» ﴿ما كانَ أَبُوكِ اِمْرَأَ سَوْءٍ،﴾ وبثاني «الفتح»: أوّلها وثالثها وهما ﴿الظّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ﴾ و ﴿وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ﴾ (٤) المتفق على الفتح فيهما لأنّ المراد المصدر فوصف به للمبالغة كما تقول هو رجل سوء في ضد قولك: "رجل صدق"، وخرج أيضا ﴿لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ﴾ و ﴿وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ و ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ و ﴿إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً﴾ (٥) المتفق على ضمة لأنّ المراد به المكروه والبلاء، ولمّا صلح كلّ من ذلك في الموضعين الأولين اختلف فيهما (٦)، ولورش من طريق الأزرق فيهما كالمفتوح السّين المتفق عليه المدّ المشبع


(١) التوبة: ٩٤.
(٢) التوبة: ٩٦.
(٣) التوبة: ٩٨، النشر ٢/ ٢٨١، المبهج ٢/ ٦١٧، مفردة ابن محيصن: ٢٤٥، مفردة الحسن: ٣١١، إيضاح الرموز: ٤٢٧، مصطلح الإشارات: ٢٧٤، الدر المصون ٨/ ٩٠، الكشف ١/ ٥٠٥.
(٤) مريم: ٢٨، الفتح ٦، ١٢.
(٥) النساء: ١٤٨، الأعراف: ١٨٨، يوسف: ٥٣، الأحزاب: ١٧.
(٦) في (ط) [وافقهم ابن محيصن في الوجه الثاني].

<<  <  ج: ص:  >  >>