للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو منصوب على المفعول به بفعل مقدّر يدلّ عليه المصدر، أي: تبغون متاع الحياة، ولا جائز أن ينتصب بالمصدر لما تقدّم، أو منصوب على المفعول من أجله، أي:

لأجل متاع، والعامل فيه: إمّا الاستقرار المقدّر في ﴿عَلى أَنْفُسِكُمْ،﴾ وإمّا فعل مقدر، قاله في (الدر)، وافقه الحسن، وقرأ الباقون بالرّفع على أنّه خبر ﴿بَغْيُكُمْ،﴾ و ﴿عَلى أَنْفُسِكُمْ﴾ صلته، أي: يعدي بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة ثمّ يضمحل وتبقى تبعته، قاله الجعبري كغيره، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره ذلك أو هو متاع الحياة، و ﴿عَلى أَنْفُسِكُمْ﴾ خبر ﴿بَغْيُكُمْ،﴾ قاله البيضاوي مع غيره.

وعن الحسن «وأزينت» (١) بهمزة قطع وزاي ساكنة وتخفيف الياء على وزن «أفعلت» و «أفعل» هنا بمعنى صار ذا كذا ك: «أحصد الزرع»، و «أغدّ البعير» (٢)، والمعنى صارت ذا زينة، أي: حضرت زينتها وحانت، فكان من حقّ الياء على هذه القراءة أن تقلب ألفا، فيقال:" أزانت "ك: «أبانت»، فتعلّ بنقل حركتها إلى السّاكن قبلها فتحرك حينئذ، وينفتح ما قبلها فتقلب ألفا إلاّ أنّها فتحت شذوذا.

وعن المطّوّعي عن الأعمش «وتزيّنت» بتاء مفتوحة موضع ألف الوصل وفتح الزّاي وتشديد الياء على «تفعّلت».

والجمهور بوصل الهمزة وتشديد الزّاي والياء، والأصل: «وتزينت» كقراءة المطّوّعي فلمّا أريد إدغام التّاء في الزّاي بعدها قلبت زايا وسكنت فاجتلبت همزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن فصار «ازّيّنت».

وعن الحسن «كأن لم يغن» (٣) بالتّذكير على أنّ الضّمير يعود على الحصيد


(١) يونس: ٢٤، المبهج ٢/ ٦٢٤، إيضاح الرموز: ٤٣٥، مصطلح الإشارات: ٢٧٩، الدر المصون ٦/ ١٧٨.
(٢) أي أصابتها الغدة، والقوم أصابت إبلهم الغدة، ويقال أغد عليه انتفخ من الغضب، المعجم الوسيط ٢/ ٦٤٥.
(٣) يونس: ٢٤، مفردة الحسن: ٣١٦، إيضاح الرموز: ٤٣٥، مصطلح الإشارات: ٢٨٠، الدر -

<<  <  ج: ص:  >  >>