للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون نعتا ل ﴿قِطَعاً،﴾ وصف بذلك مبالغة في وصف وجوههم بالسواد، ويجوز أن يكون حالا من «قطع» وجاز ذلك لتخصيصه بالوصف بالجار بعده وهو ﴿مِنَ اللَّيْلِ،﴾ أو حال ﴿مِنَ اللَّيْلِ،﴾ أو من الضّمير المستتر في الجار لوقوعه صفة.

وعن ابن محيصن والمطّوّعي «ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول» (١) بالياء كما ذكر بأوّل «الأنعام».

واختلف في ﴿تَبْلُوا﴾ (٢) فحمزة والكسائي وكذا خلف بتاءين منقوطتين من فوق، أي: تطلب وتتبع ما أسلفته من أعمالها لأنّها هي التي تقوده إلى الجنّة أو النّار /كقوله (٣):

إنّ المريب يتبع المريبا … كما رأيت الذّيب يتلو الذّيبا

أي: يطلبه ويتبعه، أو يكون من التلاوة المتعارفة، أي: تقرأ كلّ نفس ما عملته مسطرا في صحف الحفظة من خير وشر لقوله - تعالى - ﴿وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً * اِقْرَأْ كِتابَكَ﴾ (٤)، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالتاء المثناة من فوق والباء الموحدة من البلاء وهو الاختبار، أي: تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه وقبوله ورده.

وقرأ ﴿الْمَيِّتِ﴾ (٥) معا نافع وحفص وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب وخلف بتشديد الياء مع كسرها، وافقهم الأعمش، وذكر ب «البقرة».


(١) يونس: ٢٨، المبهج ٢/ ٦٢٥، مفردة ابن محيصن: ٢٤٧، إيضاح الرموز: ٤٣٥، مصطلح الإشارات: ٢٨٠، سورة الأنعام: ٢٢، ٤/ ١٨٨.
(٢) يونس: ٣٠، النشر ٢/ ٢٨٤، المبهج ٢/ ٦٢٥، إيضاح الرموز: ٤٣٥، مصطلح الإشارات: ٢٨٠، الدر المصون ٦/ ١٩٤.
(٣) البيت لا يعرف قائله، وهو في الدر المصون ٨/ ١٦٦، شمس العلوم ٢/ ٧٦٧.
(٤) الإسراء: ١٣، ١٤.
(٥) يونس: ٣١، المبهج ٢/ ٦٢٥، سورة البقرة: ١٧٣، ٣/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>