للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتفق على إثبات همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام وتسهيلها في ﴿آللهُ أَذِنَ لَكُمْ﴾ (١) كموضع النمل ﴿آللهُ خَيْرٌ﴾ (٢) إلاّ أنّه اختلف في كيفية تسهيلها، فكثير منهم على إبدالها ألفا خالصة مع المدّ للسّاكنين ورجّحه في (الشّاطبيّة) وفاقا لقراءة الدّاني على أبي [الفتح] (٣) وجلّة المغاربة والمشارقة، وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين قياسا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليهن همزة الاستفهام، وهو مذهب صاحب (العنوان) كعبد الجبّار والوجهان في (الشّاطبيّة) ك (التّيسير)، ولم يفصلوا بين الهمزتين بألف كما في همزة القطع لضعفها عن همزة القطع.

واختلف في ﴿وَما يَعْزُبُ﴾ (٤) هنا وفي «سبأ»؛ فالكسائي بكسر الزّاي، وافقه الأعمش، وقرأ الباقون بضمها، وهما لغتان في مضارع «عزب» «يعزب» و «يعزب»، أي: غاب حتى خفي، ومعنى الآية لا يغيب عن علمه.

واختلف في ﴿وَلا أَصْغَرَ﴾ ﴿وَلا أَكْبَرَ﴾ (٥) هنا فحمزة وكذا يعقوب وخلف برفع الرّاء فيهما عطفا على محل ﴿مِثْقالِ﴾ إذ هو مرفوع بالفاعلية، و (من) مزيدة فيه [كقولك] (٦)، "ما قام من رجل ولا أمرأة" بجرّ "امرأة" ورفعها، أو على الابتداء، قال جار الله: "والوجه النّصب على نفي الجنس، والرفع على الابتداء ليكون كلاما برأسه، وفي العطف على محل:" [من] (٧) مثقال ذرة "أو على لفظ" مثقال ذرّة "فتحا (٨) في


(١) يونس: ٥٩، النشر ٢/ ٢٨٦.
(٢) النمل: ٥٩.
(٣) في غير الأصل [الحسن].
(٤) يونس: ٦١، سبأ: ٣، النشر ٢/ ٢٨٦، المبهج ٢/ ٦٢٨، الدر المصون ٦/ ٢٢٩.
(٥) يونس: ٦١، النشر ٢/ ٢٨٦، المبهج ٢/ ٦٢٨، مفردة الحسن: ٣١٨، الدر المصون ٦/ ٢٣٢، الكشاف ٢/ ٣٥٥، البحر المحيط ٦/ ٧٩، كنز المعاني ٤/ ١٧٢٠.
(٦) في غير (س) [كقوله تعالى]، وهو خطأ، وما أثبته هو ما في الدر المصون ٦/ ٢٣٠.
(٧) زيادة من الكشاف ٢/ ٣٥٥.
(٨) في (ط، س) بزيادة [أي جعل الفتح بدل الكسر لامتناع الصرف] قلت: وهي معنى إيضاحي لمعنى الجملة التي بين المعقوفين، وليست في الكشاف هذه الزيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>