للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلاّ أن يقدّر قبله مبتدأ فتكون الجملة اسمية، أي: وأنتما لا تتبعان.

والثّاني: أنّه نفي في معنى النهي كقوله - تعالى - ﴿لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ﴾ (١).

والثالث: أنّه خبر محض مستأنف لا تعلق له بما قبله، والمعنى أنّهما أخبرا بأنّهما لا يتبعان سبيل الذين لا يعلمون.

وإن كانت للنهي كانت النّون للتوكيد، وهي الخفيفة، وكسرت كما كسرت الثقيلة أو كسرت لالتقاء السّاكنين في «رجلان» و «يفعلان» وهذا لا يراه سيبويه (٢) والكسائي يعني وقوع النّون الخفيفة بعد الألف، سواء كانت الألف ألف تثنية أو ألف فصل بين نون الإناث ونون التوكيد نحو: "هل تضربنان يا نسوة؟ " (٣)، وقد أجاز يونس والفراء وقوع الخفيفة بعد الألف، وعلى قولهما تتخرج القراءة، وقيل: أصلها التّشديد، وإنّما خففت للثقل فيها، وانفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف الياء الثّانية وإسكانها وفتح الباء مع تشديد النّون وروى ذلك سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان، والوجهان في (الشّاطبيّة)، ولم يذكر في (التّيسير) عن ابن ذكوان غير الأولى، فالثاني من زيادات (الشّاطبيّة) عليه؛ لكن قال الدّاني: إنّ ذلك غلط من أصحاب ابن مجاهد ومن سلامة لأن جميع الشّاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان عن الأخفش سماعا وأداء بتخفيف النّون وتشديد التّاء، انتهى من (النّشر)، وقرأ الباقون بتشديد التّاء والنّون وعلى هذا فتكون فيها للنهي ولذلك أكد الفعل بعدها ويضعف أن تكون نافية لأنّ تأكيد النّفي ضعيف.

وقرأ ﴿إِسْرائِيلَ﴾ (٤) بتسهيل الهمزة أبو جعفر، وافقه المطّوّعي، واختلف في


(١) البقرة: ٨٣.
(٢) قال في الكتاب ٢/ ١٥٤: ولم تكن الخفيفة مع ألف الاثنين لأنها ساكنة ليست مدغمة فلا تثبت مع الألف ولا يجوز حذف الألف، فيلتبس بالواحد ".
(٣) في الأصل:" هل تضربان … ".
(٤) يونس: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>