للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ﴿يَوْمَ يَأْتِ﴾ (١) بزيادة الياء في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو والكسائي وكذا أبو جعفر، وافقهم الحسن واليزيدي، وقرأ بإثباتها في الحالين ابن كثير وكذا يعقوب، وافقهم ابن محيصن، وحذفها الباقون في الحالين لقصد التّخفيف على حدّ «لا أدر» «ولا أبال» إجتزاء عن الياء بالكسرة، وسيأتي إن شاء الله - تعالى - الخلف في كتابتها في «المرسوم».

وعن الحسن «شقوا» (٢) بضمّ الشّين، استعمله متعديا يقال: "شقاه الله - تعالى -" كما يقال: "أشقاه الله"، والجمهور بفتحها على أنّه من «شقي» فعل قاصر.

واختلف في ﴿سُعِدُوا﴾ (٣) فحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بضمّ السّين، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بفتحها؛ فالضم مبني للمفعول من: «سعده الله» بمعنى «أسعده الله» حكاها الفرّاء عن هذيل، وقال الجوهري: «سعد» فهو سعيد ك «سلم» فهو سليم و «سعد» فهو مسعود (٤)، وقال ابن القشيري: ورد سعده الله فهو مسعود، وأسعده فهو مسعد، وقيل: يقال: سعده وأسعده فهو مسعود استغنوا باسم مفعول الثلاثي، وحكى الكسائي: أسعده الله وسعده بمعنى؛ يعني «فعل» و «أفعل»، وقال أبو عمرو ابن العلاء: "يقال:" سعد الرجل "كما يقال: /" حسن لكن قال مكّي: سعد بضمّ السّين حملا على قولهم: مسعود، وهي لغة قليلة شاذة، وقولهم: مسعود إنّما جاء على حذف الزوائد كأنّه من أسعده الله، ولا يقال: سعده الله، وهو مثل قولهم:

أجنه الله، أي: على جنة الله، وإن كان لا يقال ذلك، كما لا يقال: سعده الله، وضم السّين بعيد عند أكثر النّحويين إلاّ على حذف الزوائد، وقال أبو البقاء:" وهذا غير


(١) هود: ١٠٥، النشر ٢/ ٢٩٣، المبهج ٢/ ٦٣٧، إيضاح الرموز: ٤٥٠، مصطلح الإشارات: ٢٩٠، الدر المصون ٦/ ٣٨٧.
(٢) هود: ١٠٦، إيضاح الرموز: ٤٥٠، مصطلح الإشارات: ٢٩٠، الدر المصون ٦/ ٣٨٨.
(٣) هود: ١٠٨، المبهج ٢/ ٦٣٧، النشر ٢/ ٢٩١، إيضاح الرموز: ٤٥٠، مصطلح الإشارات: ٢٩٠، الدر المصون ٦/ ٣٨٩، الصحاح ٢/ ٤٨٧، الكشف ١/ ٥٣٦.
(٤) الصحاح ٢/ ٤٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>