للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" وما كلّ إلا "، ووافقهم الحسن، وخففه نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب وابن وردان وخلف على أنّ «إن» مخففة ملغاة، واللام الفارقة، و «ما» فاصلة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش.

وأمّا ﴿لَمّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ (١) في «الزخرف» فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وكذا ابن وردان ويعقوب وخلف بالتخفيف، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي، وشدده هشام بخلف عنه، وعاصم وحمزة وكذا ابن جمّاز، وافقهم على التّشديد الحسن والأعمش.

واختلف في ﴿وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ﴾ (٢) فأبو جعفر بضمّ اللاّم جمع: زلفة، والضم للإتباع كما قالوا: «بسرة» و «بسر» بضمّ السّين إتّباعا لضمة الباء، أو أنّه اسم مفرد على هذه الزّنة ك: «عنق» ونحوه، أو جمع: «زليف»، قال أبو البقاء:" وقد نطق به " (٣) - يعني أنّهم قالوا: «زليف» -، و «فعيل» يجمع على «فعل» نحو: رغيف ورغف، وقضيب وقضب، وافقه الشّنبوذي، وعن الحسن وابن محيصن بإسكان اللاّم، ويحتمل أن يكون مخفف من ضم العين فيكون فيها ما تقدم، ويحتمل أنّه سكون أصل فيكون من باب اسم الجنس نحو: «بسر» و «بسر» من غير اتباع، وقرأ الباقون بفتح اللاّم جمع:

«زلفة» بسكون اللاّم نحو «غرف» في «غرفة»، و «ظلم» في «ظلمة»، وكلهم نوّن إلاّ ابن محيصن في وجه ثان من (المبهج) فيكون وزنه «حبلى» على صفة الواحدة المونثة اعتبارا بالمعنى، لأنّ المعنى على: المنزلة الزلفي أو الساعة الزّلفي، أي: القريبة، وقد قيل: إنّه يجوز أن يكون قد أبدل التّنوين ألفا ثمّ أجري الوصل مجرى الوقف، فإنّه يقرأ بسكون اللاّم وهو محتمل (٤).


(١) الزخرف: ٣٥.
(٢) هود: ١١٤، النشر ٢/ ٢٩٢، المبهج ٢/ ٦٣٨، إيضاح الرموز: ٤٥٠، مصطلح الإشارات: ٢٩٠، مفردة الحسن: ٣٢٤، مفردة ابن محيصن: ٢٥٠، الدر المصون ٦/ ٤٢٠.
(٣) الإملاء ٢/ ٤٧.
(٤) الدر المصون ٦/ ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>