للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأسقط الهمزة الأولى وحقق الثّانية من ﴿جاءَ آلَ لُوطٍ﴾ (١) قالون والبزي وأبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب، وافقهم اليزيدي، وابن محيصن من (المفردة)، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب، بتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية بين بين، وبه قرأ الأزرق عن ورش في أحد وجهيه، وقرأ في الوجه الثّاني عنه بإبدال الهمزة الثّانية ألفا مع تحقيق الأولى، وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بحذف الهمزة الأولى وتحقيق الثّانية، وقرأ من طريق غيره بتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية، وبتحقيق الأولى وإبدال الثّانية ألفا كالأزرق، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف وروح بتحقيقهما، وافقهم الحسن والأعمش.

وكذلك/الحكم في ﴿وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ﴾ من هذه السّورة (٢).

وأدغم لام ﴿آلَ﴾ في لام ﴿لُوطٍ﴾ اثنان هنا و «النمل» والرابع ب «القمر» (٣) أبو عمرو، وكذا يعقوب من (المصباح)، وافقهما اليزيدي والحسن، وابن محيصن من (المفردة)، والمطّوّعي عن الأعمش، لكنّه اختلف عن أبي عمرو في إدغامه فقال جماعة من نقلة الإدغام بإظهاره لقلة حروفه، وعورض بإدغام ﴿لَكَ كَيْداً﴾ المتفق على إدغامه، وهو على حرفين باعتبار الاتصال، وعلى حرف باعتبار الانفصال، فلو كانت قلة الحروف مانعة للإدغام لامتنع هذا بطريق الأولى، فلو احتج القائل بالإظهار على تقدير صحته وثبوته بتكرار إعلال عينه لرجح على مانعه لسلامته عن المعارضة، وبيانه أنّ أصل ﴿آلَ﴾: «أهل» فأبدلت من الهاء همزة لأنّها من مخرجها، ثمّ أبدلت الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، والإدغام أصح للتماثل


(١) الحجر: ٦١، النشر ٢/ ٣٠٣.
(٢) سورة الحجر: ٦٧.
(٣) الحجر: ٥٩، ٦١، النمل: ٥٦، القمر: ٣٤، انظر: النشر ١/ ٢٧٩، كنز المعاني ٢/ ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>