للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين قرأ عليهم الدّاني هذه الرواية من هذه الطريق كعبد العزيز الفارسي وفارس بن أحمد لم يقرؤه إلاّ بالهمز - حسبما نصّ في كتبه -، وأمّا قراءته بحذف الهمز على أبي الحسن فهو من طريق مضر والجدّى عن البزّي، وليست من طرق (الشّاطبيّة) ولا (التّيسير)، وهو خروج منهما عن طرقهما/المبني عليهما كتابيهما، وقد تعجب أبو شامة من الدّاني حيث ذكرها مع ضعفها، وترك قراءات شهيرة واضحة، وكذا ما روي عنه من ترك الهمز في نحو: ﴿دُعائِي﴾ و ﴿وَرائِي﴾ (١) في كلّ القرآن فليس من طرقنا أيضا، وقد طعن النّحاة في هذه القراءة من جهة أنّ الممدود لا يقصر إلاّ في ضرورة الشعر، وأجيب: بأنّ قصر الممدود على نوعين لغة في السّبعة، وضرورة لمجرد الوزن، والقراءة من الأوّل، كقصر ﴿أَنْ رَآهُ اِسْتَغْنى﴾ (٢) في «العلق»، وقد ثبت حذف همزة ﴿شُرَكائِيَ﴾ عن البزّي لكن ليس من طرقنا، وبالجملة فقصر الممدود جائز في الكلام على قلّته، وعن الحسن بحذف الياء كهذه الرواية عن البزّي إلاّ أنّه عمّ كل ما كان مثله، وروى سائر الرواة عن البزّي إثبات الهمزة فيها على الأصل كالباقين، وهو الذي لا يجوز من طرقنا غيره، وعن ابن محيصن إسكان يائه هنا من (المبهج)، وفتحها من (المفردة) كالباقين.

واختلف في ﴿تُشَاقُّونَ﴾ (٣) فنافع بكسر النّون مخففة والأصل: «تشاقونني» فحذف مجتزئا بالكسرة على نحو ما سبق في ﴿تُبَشِّرُونَ﴾ (٤)، وقرأ الباقون بفتحها مخففة أيضا، ومفعوله محذوف، أي: تشاقّون المؤمنين أو تشاقّون الله.

واختلف في ﴿تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ﴾ (٥) في الموضعين هنا فحمزة وكذا خلف


(١) نوح: ٦، مريم: ٥.
(٢) العلق: ٧.
(٣) النحل: ٢٧، النشر ٢/ ٣٠٤، إيضاح الرموز: ٤٨٤، مصطلح الإشارات: ٣١٩، الدر المصون ٧/ ٢١١.
(٤) الحجر: ٥٤، ٥/ ٣٤٦.
(٥) النحل: ٢٨، النشر ٢/ ٣٠٤، المبهج ٢/ ٦٦٦، إيضاح الرموز: ٤٨٤، مصطلح الإشارات: -

<<  <  ج: ص:  >  >>