للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترك المأمور به، وهو مرفوع اسم «كان»، و ﴿مَكْرُوهاً﴾ خبرها"، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الباقون بفتح الهمزة ونصب تاء التّأنيث مع التّنوين على التوحيد، ويحتمل أن تقع الإشارة فيها بذلك إلى مصدري النهيين المتقدمين قريبا وهما: قفو ما ليس به علم، والمشي على الأرض مرحا، أو أشير به إلى جميع ما تقدم من المناهي واسم «كان» ضمير الإشارة، أي: كان ذلك المنهي، و «سيئة» نصب خبرها وأنث حملا على معنى «كل» ّ»، ثمّ قال: ﴿مَكْرُوهاً﴾ حملا على لفظها، ويوقف لحمزة عليه بوجهين التّسهيل كالواو على رأى سيبويه، والإبدال ياء، على ما ذكر على رأى الأخفش، واختاره الآخرون بالتخفيف الرسمي، وحكي ثالث وهو التّسهيل كالياء وهو المعضل، ورابع وهو الإبدال واوا، وكلاهما لا يصح، ووافقه الأعمش بخلف عنه (١).

وأمال ﴿فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ﴾ و ﴿وَتَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ﴾ ب «الأنبياء»، و ﴿يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ﴾ ب «الفرقان»، و ﴿أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ﴾ و ﴿وَلا يُلَقّاها﴾ ب «القصص»، و ﴿وَما يُلَقّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ و ﴿أَفَمَنْ يُلْقى﴾ كلاهما ب «فصلت» (٢) حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتّقليل والفتح (٣)، وبه قرأ الباقون.

وكذلك الخلف في ﴿أَفَأَصْفاكُمْ﴾ هنا، ﴿وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ﴾ (٤) ب «الزخرف» (٥).

وسهل الهمزة الثّانية من ﴿أَفَأَصْفاكُمْ﴾ (٦) ورش من طريق الأصبهاني (٧).


(١) الدر المصون ٧/ ٣٥٥.
(٢) الإسراء: ٣٩، الأنبياء: ١٠٣، الفرقان: ٨، القصص: ٨٦، ٨٠، فصلت: ٣٥، ٤٠.
(٣) باب الإمالة ٢/ ٣٠٣.
(٤) الإسراء: ٤٠، الزخرف: ١٦.
(٥) سورة الزخرف: ١٦.
(٦) الإسراء: ٤٠.
(٧) الهمزتين من كلمة ٢/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>