للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنس، وأمّا حذف الهمزة فيجوز أن يكون تخفيفا على غير قياس، ويجوز أنّه جعله عربيا من: «برق» «يبرق» «بريقا»، ووزنه «استفعل» فلمّا سمّي به عامله معاملة الفعل في وصل الهمزة، قاله صاحب (اللوامح)، وعنه في سورة «الإنسان» خلف، فقطعه من (المبهج) ووصله من (المفردة)، ووافقه الحسن في سورة «الإنسان»، والجمهور على قطع الهمزة والتّنوين في الجميع لأنّه اسم جنس فعامله معاملة المتمكن من الأسماء في الصرف والتّنوين، وأكثر التفاسير على أنّه عربي وهو غليظ الديباج، و «السندس» رقيقه، وجمع بينهما للدلالة على أنّ فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين.

وحذف همزة ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ (١) أبو جعفر، وسبق في «الهمز» المفرد كوقف حمزة، والأعمش بخلف عنه بالتّسهيل بين بين، وبالحذف إتباعا للرسم، وبإبدالها ياء وضعف.

واختلف في إمالة ﴿كِلْتَا﴾ (٢) في الوقف عن أصحاب الإمالة فنصّ العراقيون قاطبة كابن سوار وأبي العز على إمالتها لهم، وعللوه بأنّ الألف للتأنيث ووزن «كلتى» «فعلى» ك «إحدى» و «سيما»، والتاءء مبدلة من واو، والأصل «كلوى»، وهو مذهب البصريين، ونصّ الجمهور على الفتح، وحكى الإجماع عليه ابن شريح وغيره، وجاء منصوصا عن الكسائي، وعللوه بأنّ ألف «كلتا» ألف تثنية، وواحد «كلتا» «كلت»، وهو مذهب الكوفيين خلافا لسيبويه، وعلى هذا فيقف أبو عمرو بالإمالة الصغرى لأنّها كما قدمناه على وزن «فعلى» كورش، وحمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش موافقه لهم بالفتح لأنّها عند الكوفيين للتثنية كما نصّ عليه سيبويه (٣).


(١) الكهف: ٣١، النشر ٢/ ٣١١، مصطلح الإشارات: ٣٣٤، إيضاح الرموز: ٥٠٢.
(٢) الكهف: ٣٣، النشر ٢/ ٨٠، المبهج ٢/ ٦٨٠، المستنير ٢/ ٢٥٢، إرشاد المبتدي: ٦١٤، مصطلح الإشارات: ٣٣٥، إيضاح الرموز: ٥٠٢، الدر المصون ٧/ ٣٣٧.
(٣) الكتاب ١/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>