للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يُبْدِلَنا﴾ فنافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح الموحدة وتشديد الدّال في الثّلاثة من «بدّل»، وافقهم اليزيدي، وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف ويعقوب بسكون الموحدة وتخفيف الدّال من أبدل في الثّلاثة، وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش، وقد قيل: هما لغتان بمعنى واحد، وقال ثعلب:

الإبدال تنحية جوهره واستئناف آخر، وأنشد (١):

عزل الأمير للأمير المبدل …

نحّي جسما، وجعل مكانه آخر، والتبديل: تغيير الصورة إلى غيرهما، والجوهرة باقية بعينها، ومن ثمّ اختلف في قوله - تعالى - ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ﴾ هل يتغير الجسم والصفة أو الصّفة دون الجسم، وقرأ ابن كثير وأبو بكر وكذا يعقوب «وليبدلنهم من بعد خوفهم» (٢) في النّور بالتخفيف، ووافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بالتّشديد.

وقرأ «رحما» (٣) بضمّ الحاء كالراء ابن عامر، وكذا أبو جعفر ويعقوب، والباقون بضمّ وسكون، وسبق في البقرة/تقريره، ومعنى الآية: أن يرزقهما ربهما بدله وكذا خيرا منه زكاة، أي: طهارة من الذنوب والأخلاق الردية، و ﴿وَأَقْرَبَ رُحْماً﴾، أي:

أوصل للرحم، قيل: ولدت لهما غلاما مسلما، وقيل: جارية تزوجها نبي فولدت نبيّا هدى الله به أمة من الأمم.


= - ٥٠٧، النشر ٢/ ٣١٢، مفردة ابن محيصن: ٢٧٢، مفردة الحسن: ٣٦٨، الدر المصون ٧/ ٥٣٩.
(١) البيت من الرجز وهو لأبي النجم العجلي، وقبله:
نحى السديس فانتحى للمعدل …
والبيت في ديوانه: ٣٥٨، وانظر مقاييس اللغة ١/ ٢٠٣، لسان العرب ١١/ ٤٨، الفروق اللغوية: ١١٤، تهذيب اللغة ١٤/ ٩٣، وانظر: معاني الفراء ٢/ ٢٥٩.
(٢) النور: ٥٥.
(٣) الكهف: ٨١، البقرة: ٦٧، ٣/ ١٠٦، النشر ٢/ ٣١٤، المبهج ٢/ ٦٨٥، مصطلح الإشارات: ٣٤١، إيضاح الرموز: ٥٠٧، البحر المحيط ٦/ ١١٥، تفسير البيضاوي ٣/ ٥١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>