للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن محيصن «أفحسب» (١) بسكون السّين، أي: أفكافيهم، ورفع الباء على الابتداء، والخبر ﴿أَنْ يَتَّخِذُوا﴾، وقال الزّمخشري: "أو على الفعل والفاعل لأنّ اسم الفاعل إذا اعتمد على الهمز ساوى الفعل في العمل كقولك:" أقائم الزيدان "، وهي قراءة محكمة" انتهى، وتعقبه أبو حيّان في (البحر) فقال: "الذي يظهر أنّ هذا الإعراب لا يجوز لأنّ: حسبا ليس باسم فاعل فيعمل، ولا يلزم من تفسير شيء بشيء أن تجري عليه جميع أحكامه، وقد ذكر سيبويه (٢) أشياء من الصّفات التي تجري مجرى الأسماء، وأنّ الوجه فيها الرّفع، ثمّ قال: وذلك نحو: مررت برجل خير منه أبوه، ومررت برجل سواء عليه الخير والشر، ومررت برجل حسبك من رجل هو، ومررت برجل أيّما رجل هو" انتهى، "ولا يبعد أن يرتفع به الظاهر فقد أجازوا" إني مررت برجل أبي عشرة أبوه "، ارتفاع «أبوه» ب «أبي عشرة» لأنّه في معنى والد عشرة" (٣) انتهى، والمعنى على هذه القراءة أنّ ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله، والجمهور على كسر السّين وفتح الباء فعلا ماضيا، و «أن يتخذ» ساد مسد المفعولين والاستفهام للإنكار.

وفتح ياء الإضافة من ﴿دُونِي أَوْلِياءَ﴾ (٤) نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر، وافقهم اليزيدي وسكنها الباقون، وحقق الهمزة الأولى وسهل الثّانية كالياء من ﴿أَوْلِياءَ إِنّا﴾ نافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر ورويس، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بتحقيقهما، وافقهم الحسن والأعمش.


(١) الكهف: ١٠٢، مفردة ابن محيصن: ٢٧٤، المبهج ٢/ ٦٨٨، مصطلح الإشارات: ٣٤٣، إيضاح الرموز: ٥١٠، البحر المحيط ٧/ ٢٢٩، الكشاف ٢/ ٧٤٩، الدر المصون ٧/ ٥٥١.
(٢) الكتاب ١/ ٢٢٩.
(٣) البحر المحيط ٧/ ٢٢٩.
(٤) الكهف: ١٠٢، النشر ٢/ ٣١٦، المبهج ٢/ ٦٨٨، مفردة الحسن: ٣٧٠، مفردة ابن محيصن: ٢٧٤، مصطلح الإشارات: ٣٣٣، إيضاح الرموز: ٥٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>