للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ «أثثا ورءيا» (١) بتشديد الياء من غير همز قالون وابن ذكوان وكذا أبو جعفر فيحتمل أن يكون مهموز الأصل من «الرواء» وهو ما يرى من زي الإنسان، إشارة إلى حسن البشرة كأنّه قال: أحسن أثاثا ونضارة، وسهلت همزته بإبدالها ياء ثمّ أدغمت الياء في الياء، ويحتمل أن أيضا أن يكون من «الري» مصدر: «روي» «يروي» «ريّا» (٢) إذا امتلأ من الماء لأنّ الريان من الماء له من الحسن والنضارة ما يستحب ويستحسن، وقرأ الباقون بالهمز من «رؤية» العين «فعل» بمعنى مفعول [أي هو] (٣) حسن المنظر، ووقف حمزة، ووافقه الأعمش بخلف عنه بالبدل ياء على أصله مع الإظهار اعتبارا بالأصل، وبالإدغام اعتبارا باللفظ، قال السمين: "وفي الإظهار صعوبة لا تخفى، وفي الإدغام إيهام أنّها مادة أخرى وهو الرّي الذي بمعنى الامتلاء والنضارة كما مرّ، ولذلك ترك أبو عمرو أصله في تخفيف الهمز" انتهى، ولأجل ذلك حكى المرادي كصاحب (التّذكرة): التحقيق، والمهدوي، وقال: إنّه جاء عن حمزة أنّه كان إذا رأى الكلمة بعد التّسهيل تغير معناها أو يقع فيها اللبس حقق ولم يسهل، لكن قال في (النّشر): ولا يؤخذ به لمخالفته النصّ والأداء، وأمّا الوجهان الأولان فنصّ له عليهما غير واحد من الأئمة كالشاطبي والدّاني وغيرهما، ورجح في (جامع البيان) الإدغام، لمجيئه منصوصا عن حمزة مع موافقته للرسم، ولم يذكر في (العنوان) غيره، وذكر المرادي كأبي عبد الله الفاسي وجها رابعا وهو حذف الهمزة اتباعا للرسم لأنّ الهمزة فيه لا صورة لها لأنّه كان الأصل أن ترسم بياءين وإنّما حذفوا/إحداهما كراهية اجتماع صورتين في الخط، لكن قال شيخ مشايخنا في (النّشر): إنّه لا يصح بل ولا يحل، قال: وأمّا اتباع الرّسم فهو متّحد في الإدغام انتهى، فالمقروء به الوجهان الأوّلان دون الأخيرين.


(١) مريم: ٧٤ النشر ٢/ ٣٢٠، المبهج ٢/ ٦٩٤، التذكرة ٢/ ٤٢٦، العنوان: ٥٣، مصطلح الإشارات ٣٤٩، إيضاح الرموز: ٥١٧، الدر المصون ٧/ ٦٣٠.
(٢) قال في المعجم الوسيط ١/ ٣٩٧: "روي من الماء ريّا وريّا وروى: شرب وشبع".
(٣) في الدر المصون ٧/ ٦٣٠: [أي «مرئي»، وقيل من «الرواء» وحسن المنظر].

<<  <  ج: ص:  >  >>