للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا﴾ (١) فنافع وأبو بكر بكسر الهمزة عطفا على ﴿إِنَّ لَكَ﴾ أو على الاستئناف، وقرأ الباقون بفتحها، قال في البحر:" عطفا على المصدر المنسبك من «أن لا تجوع»، أي: أنّ لك انتفاء جوعك وانتفاء ظمئك، وجاز عطف «إنّك» على «أن» لاشتراكهما في المصدر، ولو باشرتها «إن» المكسورة لم يجز ذلك، وإن كان على تقديرها ألا ترى أنّها معطوفة على اسم أن وهو «أن لا تجوع» لكنّه يجوز في العطف ما لا يجوز في المباشرة "انتهى، ويحتمل أن يكون «وبأنك».

وعن الحسن «فبدت لهما سوءتهما» (٢) بالإفراد، والجمهور بالجمع، واختلف في مد واوها عن ورش فأجراها بعضهم مجرى شيء فلم يستثنها كالدّاني لمراعاة اللفظ واستثناها صاحبا (التّبصرة) و (الهادي) كالجمهور لاعتبار حركة الواو لأنّه اسم وحقه الفتح، وتقرير هذا وقع التنبيه عليه في باب «المدّ» معزوّا للجعبري فليراجع، وفي (الشّاطبيّة) إطلاق الخلاف في المدّ والقصر فإن اعتبرنا أصل ورش فله في الواو المدّ والتّوسّط مع ثلاثة في «آآت» فتلك ستة، وإن اعتبرنا قصر الواو معها فتسعة، قاله الحكري (٣) كالجعبري لكنّه متعقب بما في (النّشر) من أنّه لم يجد أحدا روي إشباع اللين إلاّ وهو يستثنى «سوآآت»، وحينئذ فلا إشباع فيها، قال: وكلّ من وسطها فمذهبه في الهمز المتقدم التوسط وعلى هذا لا يسوغ في هذه الكلمة إلاّ أربعة أوجه: توسط الواو مع الهمزة وثلاثه في الهمز مع قصر الواو، ووقف عليها حمزة بالنقل وبالإدغام أيضا إلحاقا له بالزائد، وضعف بين بين، ووافقه الأعمش بخلف.

وعن الحسن «يخصّفان» (٤) بكسر الخاء وتشديد الصّاد، والجمهور بفتح الياء وسكون الخاء، وسبق ب «الأعراف».


(١) طه: ١١٩، النشر ٢/ ٣٢٣، المبهج ٢/ ٧٠٣، مصطلح الإشارات: ٣٦٠، إيضاح الرموز: ٥٢٨، البحر المحيط ٧/ ٣٩٠.
(٢) طه: ١٢١، مفردة الحسن: ٣٨٦، النشر ١/ ٣٤٦، المصطلح: ٣٦٠، إيضاح الرموز: ٥٢٨.
(٣) النجوم الزاهرة ١/ ٢٧٣.
(٤) طه: ١٢١، مفردة الحسن: ٣٨٧، إيضاح الرموز: ٥٢٨. سورة الأعراف: ٢٢، ٤/ ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>