للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَساوِرَ﴾ على حدّ ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ بالنّصب عطفا على محل ﴿بِرُؤُسِكُمْ﴾ (١)، وقرأ يعقوب كذلك هنا فقط، وقرأ الباقون بالجر في الموضعين عطفا على ﴿أَساوِرَ﴾، أو على ﴿مِنْ ذَهَبٍ﴾ لأنّ السّوار يتّخذ من اللؤلؤ في العادة فلا يعطف على ذهب، أيضا ينضم بعضه إلى بعض، وتعقبه أبو البقاء (٢) بأنّ السوار لا يكون من اللؤلؤ فلا يعطف على ذهب، وأجيب: بأنّه قد يتخذ منه السوار في العادة، قاله الجعبري، أو بتأويل ترصيع اللؤلؤ في الذهب، ونقل الأصمعي أنّها في المصحف الإمام «لؤلؤ» بغير ألف بعد الواو، ونقل الجحدري ثبوتها فيه بعدها فالله أعلم.

وأبدل همزة الأولى واوا أبو عمرو وأبو بكر، وكذا أبو جعفر، وافقهم اليزيدي، ولم يبدله ورش من طريقيه، أمّا طريق الأصبهاني فاستثنوه، وأمّا طريق الأزرق فلم يبدل ممّا كان عينا إلاّ: ﴿بِئْسَ﴾ و «البئر» و ﴿الذِّئْبُ﴾، وحقّق ما عداها وقد تحصل من هذه الكلمة في قراءة النّصب والجر وإبدال الهمزة وتحقيقها أربع قراءات:

الأولى: النّصب مع تحقيق الهمز لنافع وحفص، وكذا يعقوب.

الثّانية: النّصب والبدل في الهمزة الأولى لشعبة، وكذا لأبي جعفر.

الثّالثة: البدل في الهمزة الأولى مع الجرّ لأبي عمرو، ووافقة اليزيدي.

الرّابعة: الهمز مع الجرّ لابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش.

ويوقف عليه لحمزة، ووافقة الأعمش بخلف عنه بإبدال الهمزة الأولى واوا على المشهور، وبتحقيقها على ما رواه العجلي، وأمّا الهمزة الثّانية فأبدالها واوا ساكنة لسكونها بعد ضم وسهلها بين الهمزة والياء كما هو مذهب سيبويه في المكسورة بعد الضّمّة، وبتسهيلها بين الهمزة والواو على مذهب الأخفش، وكذلك قرأ هشام في


(١) المائدة: ٦.
(٢) الإملاء ٢/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>