للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن محيصن من (المفردة) ﴿وَأَذِّنْ فِي النّاسِ﴾ (١) بتخفيف الذّال فعل ماض، والجمهور بتشديد الذّال بمعنى ناد، وافقهم ابن محيصن من (المبهج)، وكلهم قصر الهمزة، وأمّا قول ابن عطية (٢): وتصحّف على ابن جني (٣) فإنّه حكي عن ابن محيصن ﴿وَأَذِّنْ﴾ فعل ماض، وأعرب ذلك بأن جعله عطفا على ﴿بَوَّأْنا﴾، فقال في (البحر) (٤): ليس بتصحيف، بل قد حكى أبو عبد الله ابن خالوية في «شواذ القراءات» (٥) وصاحب «اللوامح» وهو عطف على ﴿وَإِذْ بَوَّأْنا﴾ فيصير في الكلام تقديم وتأخير.

وعن الحسن «بالحج» (٦) بكسر الحاء، والجمهور بفتحها، والمعنى: ناد في النّاس بدعوة الحج والأمر به، وقيل: إنّه قصد أبا قبيس فقال: يا أيها النّاس حجوا بيت ربكم، فأسمعه الله في أصلاب الرجال وأرحام النّساء فيما بين المشرق والمغرب ممّن سبق في علمه أنّه يحج، وقيل: الخطاب لرسول الله أمر بذلك في حجة الوداع، قاله البيضاوي (٧).

واختلف في ﴿وَلْيُوفُوا﴾ و ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا﴾ (٨) فابن ذكوان بكسر اللاّم فيهما على الأصل، والباقون بالسكون فيهما على التّخفيف؛ فالإسكان مع الواو لأنّها حرف من حروف الكلمة، والتحريك مع ﴿ثُمَّ﴾ لأنّها حرف مستقل يمكن الوقف عليه.

واختلف في ﴿وَلْيُوفُوا﴾ فأبو بكر بفتح الواو وتشديد الفاء مضارع، وفي


(١) الحج: ٢٧، مفردة ابن محيصن: ٢٨٦، المبهج ٢/ ٧١٢، مصطلح الإشارات: ٣٧٢، إيضاح الرموز: ٥٤٠، الدر المصون ٨/ ٢٦٤.
(٢) المحرر الوجيز ١١/ ١٩٣.
(٣) المحتسب ٢/ ٧٨.
(٤) البحر ٦/ ٢٦٤.
(٥) شواذ القراءات: ٩٥.
(٦) الحج: ٢٨، مصطلح الإشارات: ٣٨٠، إيضاح الرموز: ٥٤٠.
(٧) حديث حجة الوداع أخرجه مسلم ٢/ ٨٨٦ (٨٩٢)، تفسير البيضاوي ٤/ ١٢٣.
(٨) الحج: ٢٩، مصطلح الإشارات: ٣٧٢، إيضاح الرموز: ٥٤٠، الدر المصون ٨/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>