للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخر تزيد على الأربعين (١) قرئ بسبع منها في الشاذ غير قراءة أبي جعفر (٢)، وجزم السمين في (الدر) بأنّه لم يتواتر منها إلاّ قراءة الفتح المذكورة، وفيه نظر على قول من يقول بتواتر قراءة أبي جعفر كرفيقيه كما تقدم البحث فيه أوّل الكتاب في الوسائل، قال أبو حيّان: "و ﴿هَيْهاتَ﴾ اسم فعل لا يتعدى برفع الفاعل ظاهرا أو مضمرا أو هنا جاء التركيب ﴿هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ﴾ لم يظهر الفاعل فوجب أن يعتقد إضماره تقديره هو، أي: إخراجكم وجاءت اللاّم للبيان، أي: أعني لما توعدون كهي في «سقيا لك» فيتعلق بمحذوف، وبنيت المستبعد ما هو بعد اسم الفعل الدّال على البعد كما جاءت في ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ لبيان المهيت به، وقال الزجاج:" البعد لما توعدون، أو بعد لما توعدون " (٣)، وينبغي أن يجعل كلامه تفسير معنى لا تفسير إعراب؛ لأنّه لم يثبت مصدرية ﴿هَيْهاتَ﴾، وقول الزّمخشري:" فمن نوّنه نزّله منزلة المصدر، ليس بواضح لأنّهم قد نوّنوا أسماء الأفعال، ولا نقول: إنّها إذا نوّنت نزلت منزلة المصدر "انتهى.

ووقف عليها بالهاء البزّي، وقنبل بخلف عنه، والكسائي، وهو الذي لقنبل في (الهادي) و (الهداية) و (التّجريد) و (الكافي) وفاقا لجميع العراقيين، وافقهم ابن محيصن من (المفردة)، ووقف الباقون بالتاء وهو الذي لقنبل فيهما في (الشّاطبيّة) ك (التّيسير) و (العنوان) و (التّبصرة) و (التّذكرة) إلاّ أنّ الخلاف في (العنوان) و (التّذكرة) لم يذكر في الأوّل، وانفرد صاحب (العنوان) عن أبي الحارث بالتاء في الثّانية كالباقين وعبارته:" ووقف البزّي والدّوري عن الكسائي/على ﴿هَيْهاتَ﴾ الثّاني بالهاء، ووقف الباقون بالتاء، ولا خلاف في الوقف على الأوّل أنّه بالتاء " (٤) انتهى.


(١) انظر: المحكم ٤/ ٣٤٣، تاج العروس ٣٦/ ٥٦٠، الدر المصون ٨/ ٣٣٨.
(٢) هذه القراءات هي: «هيهاتا هيهاتا»، و «هيهات هيهات»، «هيهات هيهات»، «هيهات هيهات»، «هيهات هيهات»، «هيهات هيهات»، «هيهات هيهات»، هذه سبعة، انظر: معجم القراءات ٦/ ١٧٣.
(٣) معاني القرآن ٤/ ١٣.
(٤) العنوان: ١٣٦، الهادي: ٤٣٠، التجريد: ٤٧٤، الكافي: ١٦٤، التيسير: ٣٧٧، التبصرة: -

<<  <  ج: ص:  >  >>