للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنصبها على المصدر، وارتفع ﴿فَشَهادَةُ﴾ خبرا على إضمارا مبتدأ، أي: فالحكم أو الواجب، أو مبتدأ على إضمار الخبر متقدما، أي: فعليه أن يشهد، وموخرا، أي: كافية أو واجبة، قاله في (البحر).

واختلف في ﴿أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ﴾ و ﴿أَنَّ غَضَبَ اللهِ﴾ (١) فنافع بإسكان ﴿أَنَّ﴾ فيهما مخففة، و «لعنة الله» برفع التّاء وجر هاء الجلالة، و «أن غضب الله» بكسر الضّاد وفتح الباء فعلا ماضيا ورفع الجلالة على الفاعلية و «وأن» المخففة من الثقيلة، ولمّا خففت حذف اسمها وهو ضمير الشأن المقدر، وهذه القراءة نصّ عليها من علمته من المؤلفين في الموضعين لنافع كالشاطبي في «النّور» و «الأعراف»، والدّاني وصاحب (العنوان) وابن الجزري وغيرهم، وهو يرد على صاحب (الدر) حيث زعم أنّ شيخه أبا حيّان انفرد بنقل القراءة الأولى وهي «أن لعنة الله» عن نافع، وقرأ يعقوب بإسكان «أن» فيهما أيضا ورفع «لعنة» وجر الجلالة، و «غضب» بفتح الضّاد ورفع الباء وجر هاء الجلالة، وافقه الحسن، وخرجت القراءة على الابتداء والجار بعدها خبره، والجملة خبر «إن»، قال ابن عطية: و «أن» الخفيفة» على قراءة الرّفع في قوله «أن» «غضب» قد وليها الفعل، قال أبو علي: "وأهل العربية يستقبحون أن يليها الفعل إلاّ أن يفصل بينهما وبينه بشيء نحو: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ﴾ ﴿أَفَلا يَرَوْنَ أَلاّ يَرْجِعُ﴾ (٢) فأمّا قوله: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ﴾ فذلك لقلة تمكن ليس في الأفعال، وأمّا قوله ﴿أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النّارِ﴾ (٣) ف ﴿بُورِكَ﴾ في معنى الدعاء فلم يجز دخول/الفواصل لئلا يفسد المعنى" (٤) انتهى، قال السمين: "وظاهره «أن


(١) النور: ٧، ٩، النشر ٢/ ٣٣١، المبهج ٢/ ٧٢١، مفردة الحسن: ٤٠٤، مصطلح الإشارات: ٣٨٢، إيضاح الرموز: ٥٥١، كنز المعاني ٤/ ٢٠٣٠، البحر المحيط ٨/ ١٧، المحرر الوجيز ٤/ ٢٠٢، الدر المصون ٨/ ٣٨٧.
(٢) المزمل: ٢٠، طه: ٨٩.
(٣) النجم: ٣٩، النمل: ٨.
(٤) الحجة ٥/ ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>