للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللاّم وفتحهما على وزن «يتفعل» مضارع: «تألى»، بمعنى: حلف، ومنه قوله (١):

تألّى ابن أوس حلفة ليردّني … إلى نسوة كأنّهن مفائد

ووافقه الحسن، وهي قراءة عبد الله بن عياش بن ربيعة، وزيد ابن أسلم فيما قاله أبو حيّان (٢)، وقرأ الباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتّاء وكسر اللاّم خفيفة من:

«ألوت»، أي: قصّرت، أي: ولا يقصر، ومنه قوله (٣):

وما المرء ما دامت حشاشة نفسه … بمدرك أطراف الخطوب ولا آل

أو مضارع: «ايتلى» «افتعل» من الألية وهي: الحلف؛ فتكون القراءتان بمعنى (٤)، وأبدل الهمزة ألفا ورش من طريقيه، وأبو عمرو، ووافقهما اليزيدي.

وعن الحسن «وليعفوا وليصفحوا» (٥) بكسر اللاّم فيهما.

واختلف في ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ﴾ (٦) فحمزة والكسائي، وكذا خلف بالياء من تحت على التذكير لأنّ التّأنيث مجازي، وقد وقع الفصل، وقرأ الباقون بالتاء من فوق على التّأنيث مراعاة للفظ.


(١) البيت من الطويل، وهو لزيد بن حصين المعروف بزيد الفوارس الضبي، ومعنى تألى: حلف، والمراد به ابن أوس: هو قيس بن أوس بن حارثة، والمفائد: جمع مفأد، وهي عيدان الحديد التي يشوى عليها اللحم، والشاهد فيه: أن «حلفة» مفعول مطلق، والفعل العامل فيه من معناه لا من لفظه، انظر: شرح الكافية ٤/ ٣١٢، همع الهوامع ٢/ ٤٨٧، ديوان الحماسة ١/ ٢١٧، الدر المصون ١١/ ٩٢، خزانة الأدب ١٠/ ٦٥، المعجم المفصل ٢/ ٢٧٨، شرح الشواهد الشعرية ١/ ٢٨٧.
(٢) البحر المحيط ٨/ ٢٥.
(٣) البيت من الطويل لامرؤ القيس، والبيت في ديوانه: ١٤٠، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص ٢/ ٨١، لسان العرب ٦/ ٢٨٣، تهذيب اللغة ١٥/ ٣١٠، الدر المصون ١١/ ٩٢.
(٤) الدر المصون ٨/ ٣٩٣.
(٥) النور: ٢٢، مفردة الحسن: ٤٠٥، مصطلح الإشارات: ٣٨٤، إيضاح الرموز: ٥٥٣.
(٦) النور: ٢٤، النشر ٢/ ٣٣٢، المبهج ٢/ ٧٢٢، مصطلح الإشارات: ٣٨٤، إيضاح الرموز: ٥٥٣، الدر المصون ٨/ ٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>