للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأدغم ﴿يَفْعَلْ ذلِكَ﴾ (١) أبو الحارث.

واختلف في ﴿يُضاعَفْ﴾ … ﴿وَيَخْلُدْ﴾ (٢) فابن عامر وأبو بكر برفع الفاء على الاستئناف كأنه جواب ما الآثام؟، ورفع يخلد عطفا عليه، وقرأ الباقون بالجزم فيهما بدل الجزاء وهو «يلق» بدل اشتمال، لأن الفعل يبدل من الفعل إذا كان بمعناه [إذ] (٣) لقيه جزاء الاسم تضعيف عذابه ومنه قوله (٤):

متى تأتنا تلمم بناء في ديارنا … تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا

فأبدل من الشرط كما أبدل من الجزاء، وقرأ «يضعف» بالقصر وتشديد عينه ابن كثير وابن عامر، وكذا أبو جعفر ويعقوب، وافقهم الحسن وابن محيصن بخلف عنه كما في «البقرة».

وقرأ «فيه مهانا» (٥) بصلة ياء في هاء ﴿فِيهِ﴾ ابن كثير وحفص، ووافقهما ابن محيصن؛ فالمكيين على أصلهما، وحفص لقصد الجمع بين اللغتين، وقيل: أراد بالصلة مدّ الصّوت تسميعا بحال العاصي ومضاعفه العذاب لأجل انضمام المعصية الى الكفر.


(١) الفرقان: ٦٨، النشر ٢/ ٣٣٥، باب الإدغام ٢/ ٤٣.
(٢) الفرقان: ٦٩، النشر ٢/ ٣٣٥، المبهج ٢/ ٧٢٩، مصطلح الإشارات: ٣٩٢، إيضاح الرموز: ٥٩٩، الدر المصون ٨/ ٥٠٣.
(٣) في (س) [إن].
(٤) البيت من بحر الطويل، وهي لعبد الله بن الحر، وقالها وهو في حبس مصعب بن الزبير في الكوفة، والجزل: الغليظ، يقول: ان نارنا عالية ينظر اليها الضيوف عن بعد، والشاهد فيه: جزم " تلمم "؛ لأنه بدل من قوله:" تأتنا "وتفسير له؛ لأن الإلمام: إتيان، ولو أمكنه رفعه على تقدير الحال لجاز، وهو من شواهد سيبويه في الكتاب ١/ ٤٤٦ ولم ينسبه إلى قائل معين، ومن شواهد ابن يعيش في شرح المفصل ٢/ ١٦٢، توضيح المقاصد ٢/ ١٠٤٧، والبغدادى في الخزانة ١٦٣/ ٣، الإنصاف في مسائل الخلاف ٢/ ٥٨٣.
(٥) الفرقان: ٦٩، النشر ٢/ ٣٣٥، المبهج ٢/ ٧٢٩، مصطلح الإشارات: ٣٩٢، إيضاح الرموز: ٥٩٩، تفسير البيضاوي ٤/ ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>