للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في «يخفون» و «يعلنون» (١) فحفص والكسائي بالتاء من فوق فيهما على الخطاب لأنّ قبله أمرهم بالسجود وخاطبهم به، قال في (البحر): "فيحتمل أن يكون التفاتا كأنّه نزّلهم منزلة الحاضرين المخاطبين، ويحتمل أن يكون خطابا لسليمان والحاضرين معه إذ يبعد أن يكون محاورة الهدهد لسليمان وهما ليس معهما أحد، وكما جاز له أن يخاطبه بقوله ﴿أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ جاز أن يخاطبه والحاضرين معه بقوله ﴿ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ﴾ بل خطابه بهذا ليس فيه ظهور شفوق بخلاف ذلك الخطاب"، ووافقهم الشّنبوذي، وقرأ الباقون بالياء من تحت على الغيبة لتقدم الضمائر الغائبة في قوله ﴿لَهُمُ﴾ و ﴿أَعْمالَهُمْ﴾ و ﴿فَصَدَّهُمْ﴾، وقال ابن عطية:

"القراءة بياء الغيبة تعطي أنّ الأمر من كلام الهدهد وبتاء الخطاب تعطي أنّها من خطاب الله لأمّة محمد ".

ووقف على ﴿الْخَبْءَ﴾ (٢) بالنقل مع إسكان الباء للوقف، وهو القياس المطرد، حمزة وهشام بخلف عنه، وافقهما الأعمش، وحكي فيه الحافظ أبو العلاء «الخبأ» بالألف، وله وجه في العربية وهو الإشباع حكاه سيبويه وغيره.

وعن ابن محيصن «ربّ العرش العظيم» (٣) برفع الميم نعتا للرب، أو مقطوعا عن تبعية العرش إلى الرّفع بإضمار مبتدأ.

وقرأ «فألقه إليهم» (٤) بكسر الهاء من غير إشباع قالون وابن ذكوان بخلف عنه، وكذا يعقوب، وقرأ بإسكان الهاء أبو عمرو وعاصم وحمزة، والداجوني عن هشام،


(١) النمل: ٢٥، النشر ٢/ ٣٣٨، المبهج ٢/ ٧٣٨، مصطلح الإشارات: ٤٠٠، إيضاح الرموز: ٥٧٢، الدر المصون ٨/ ٦٠٦، البحر المحيط ٨/ ٢٣٢، المحرر الوجيز ٤/ ٣٠٦.
(٢) النمل: ٢٥، النشر ١/ ٤٣٢، مصطلح الإشارات: ٤٠٠، إيضاح الرموز: ٥٧٢.
(٣) النمل: ٢٦، المبهج ٢/ ٧٣٨، مفردة ابن محيصن: ٢٩٦، مصطلح الإشارات: ٤٠٠، إيضاح الرموز: ٥٧٢، الدر المصون ٨/ ٦٠٦.
(٤) النمل: ٢٨، النشر ٢/ ٣٣٨، المبهج ٢/ ٧٣٨، مصطلح الإشارات: ٤٠١، إيضاح الرموز: ٥٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>