للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو حيّان: لا يحتاج إلى الإضمار، فقد كثر وقوع الماضي حالا بغير قد كثرة ينبغي القياس عليها، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بنون التكلم وفتح التّاء في الفعل الأوّل وبنون التكلم أيضا، وفتح اللاّم في الثّاني على حكاية أخبارهم عن أنفسهم لأنّ النّون للمتكلم ومن معه.

وقرأ «مهلك أهله» (١) بفتح الميم واللام أبو بكر، وقرأ جعفر بفتح الميم وكسر اللاّم، وقرأ الباقون بضمّ الميم وفتح اللاّم من ﴿أَهْلِكَ﴾ وسبق ب «الكهف»، وهذه القراءة تحتمل المصدر والزمان والمكان، أي: ما شاهدنا إهلاك أهله أو زمان إهلاكهم أو مكان إهلاكهم، وأمّا قراءة حفص فالقياس يقتضي أن تكون للزمان والمكان، أي: ما شاهدنا زمان هلاكهم ولا مكانه، وعلى قراءة أبي بكر فيقتضى القياس أن يكون مصدرا، أي: ما شاهدنا هلاكه، قاله في «البحر».

واختلف في ﴿أَنّا دَمَّرْناهُمْ﴾ و ﴿أَنَّ النّاسَ﴾ (٢) فعاصم وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف بفتح الهمزة فيهما على تقدير حذف حرف الجر فيهما و ﴿كانَ﴾ في الأولى تامة و ﴿عاقِبَةُ﴾ فاعل لها، و ﴿كَيْفَ﴾ حال، أو يكون ﴿أَنّا دَمَّرْناهُمْ﴾ بدلا من ﴿عاقِبَةُ﴾، أي: كيف كان تدميرنا إياهم بمعنى: كيف حدث أو يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هي إنا دمرناهم، أي: العاقبة تدميرنا إياهم، ويجوز مع هذه الأوجه الثّلاثة أن تكون ﴿كانَ﴾ ناقصة ويجعل ﴿كَيْفَ﴾ خبرها فتصير الأوجه ستة: ثلاثة مع تمام ﴿كانَ﴾ وثلاثة مع نقصإنها، وتزيد مع الناقصة وجها آخر وهو: أن يجعل ﴿عاقِبَةُ﴾ اسمها و ﴿أَنّا دَمَّرْناهُمْ﴾ خبرها، و ﴿كَيْفَ﴾ حال فهذه/سبعة أوجه، ووافقهم الأعمش والحسن، وقرأ الباقون


(١) النمل: ٤٩، النشر ٢/ ٣٣٩، المبهج ٢/ ٧٤٠، مصطلح الإشارات: ٤٠٢، إيضاح الرموز: ٥٧٣، الدر المصون ٨/ ٢٥١، البحر المحيط ٨/ ٢٥٣.
(٢) النمل: ٥١، ٨٢، النشر ٢/ ٣٣٩، المبهج ٢/ ٧٤٠، مصطلح الإشارات: ٤٠٢، إيضاح الرموز: ٥٧٣، الدر المصون ٨/ ٦٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>