للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ (١) بفتح الميم نافع وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا أبو جعفر وخلف، وافقهم الأعمش، وسبقا ب «هود» (٢).

وقد حصل من تركيب الكلمتين ثلاث قراءات:

عدم التّنوين في ﴿فَزَعٍ﴾ مع فتح ميم ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ (٣) لنافع، وكذا لأبي جعفر، ووافقهما الشّنبوذي، والتّنوين مع الفتح لعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم المطّوّعي، وعدم التّنوين مع كسر الميم للباقين، فعلى قراءة الكوفيين بالتّنوين «يومئذ» منصوب على الظرف معمول لقوله ﴿آمِنُونَ﴾ أو ﴿فَزَعٍ﴾، ويدل على أنّه معمول له قراءة من إضافة إليه أو في موضع الصّفة لفزع، أي: كأين ذلك في ذلك الوقف وتنوين ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ تنوين العوض حذفت الجملة، وعوض عنها قال في (البحر): "والأولى أن تكون الجملة المحذوفة ما قرب من الظرف، أي: يوم إذ جاء بالحسنة، ويجوز غير ذلك"، وعلى قراءة نافع بحذف التّنوين وفتح الميم بناء لإضافته إلى غير متمكن وعلى القراءة الثّالثة إضافة ﴿فَزَعٍ﴾ إلى ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ بكسر الميم، قال البيضاوي: "وقرأ الكوفيون بالتّنوين لأنّ المراد فزع واحد من أفزاع ذلك اليوم" (٤) انتهى، وقال أبو علي فيما نقله في (البحر) (٥) ما معناه ﴿مِنْ فَزَعٍ﴾ بالتّنوين أو بالإضافة يجوز أن يراد به فزع وأخذ وأن يراد به الكثرة لأنّه مصدر فإن أريد الكثرة شمل كلّ فزع يكون في القيامة، وإن أريد الواحد فهو الذي أشير إليه بقوله ﴿يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾ انتهى.


(١) النمل: ٨٩، النشر ٢/ ٣٤١، المبهج ٢/ ٧٤٣، الدر المصون ٨/ ٦٤٦، البحر المحيط ٨/ ٢٧٥، تفسير البيضاوي ٤/ ٢٨٠.
(٢) هود: ٦٦، ٥/ ١٤٤.
(٣) النمل: ٨٩، المبهج ٢/ ٧٤٣، مصطلح الإشارات: ٤٠٥، إيضاح الرموز: ٥٧٧، الدر المصون ٨/ ٦٤٦.
(٤) تفسير البيضاوي ٤/ ٢٨٠.
(٥) البحر المحيط ٨/ ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>