للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ «السوءى أن» (١) بمد همزة في الوصل وجها واحدا مشبعا ورش عملا بأقوى السببين وهو المدّ لأجل الهمز بعد حرف المدّ في أن كذبوا فإن وقف على ﴿السُّواى﴾ جازت الثّلاثة الأوجه بسبب تقدم الهمز على حرف المدّ وذهاب سببية الهمز بعد، وأمالها صغرى ورش من طريق الأزرق، وأبو عمرو بخلف عنهما، وأمالها كبرى حمزة والكسائي، وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، وفتحها الباقون، ووقف عليه حمزة لنقل حركة الهمزة إلى الواو وهو القياس، وبالإبدال والإدغام على وجه إجراء الأصلي مجرى الزائد كما ذهب إليه قوم، وحكي وجه ثالث على وجه اتباع الرّسم وهو التّسهيل بين بين كما ذكره الحافظ أبو العلاء وغيره وضعف، ووافقه الأعمش بخلف.

وإذا وقف لورش من طريق الأزرق على ﴿يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ (٢) فمن روي عنه المدّ وصلا وقف كذلك سواء اعتد بالعارض أو لم يعتد، ومن روي عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض وبالمد إن اعتدّ به، ومن روى القصر كأبي الحسن بن غلبون وابن بلّيمة وقف كذلك إن لم يعتدّ بالعارض، وبالتوسط أو الإشباع إن اعتدّ به، وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وضم الزّاي وصلا ووقفا، ووقف عليه حمزة بالتّسهيل بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه وهو الذي عليه الجمهور، وبإبدالها ياء على مذهب الأخفش، واختاره الآخذون بالرسم كالدّاني، وحكي التّسهيل بين الهمزة والياء وهو المفضل، وإبدالها واوا، وحكي حذف الهمزة أيضا مع ضم الزّاي كأبي جعفر، واختير عند من أخذ بالرسم، وفي كلّ من الخمسة ثلاثة لسكون الوقف وهي: المدّ والتّوسّط والقصر، فتصير الأوجه خمسة عشر وجها، وحكي كسر ما قبل الواو وهو الخامل، والصحيح من أوجه التّسهيل ثلاثة كالواو والإبدال ياء، والحذف مع الضّم.


(١) الروم: ١٠، النشر ٢/ ٥٠، باب المد.
(٢) الروم: ١٠، النشر ١/ ٤٨٥، الكتاب ٣/ ٥٤٢، معاني القرآن ١/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>