للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمال ﴿مِنْ رِباً﴾ (١) في الوقف حمزة والكسائي، وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، واختلف عن ورش من طريق الأزرق، والجمهور عنه على فتحه وجها واحدا لكونه واويا.

واختلف في ﴿لِيَرْبُوَا﴾ (٢) فنافع، وكذا أبو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق وسكون الواو خطابا للجماعة المتقدمين، قال الجعبري: وهو مضارع «أربى» معدّى بالهمزة، ومضارعه مضموم، وهو منقوص واوي اتّصل به واو الضّمير وهو ساكن فحذف الأوّل على قياس السّاكنين، وحذفت نون الإعراب لنصبه بأن مقدرة بعد لام «كي»، ووافقهم الحسن، وقرأ الباقون بالغيب وفتح الواو وأسندوا الفعل إلى ضمير ﴿رِباً﴾ وهو مضارع «ربا»، أي: زاد ومضارعه مفتوح وواوه لام الكلمة، وفتحت علامة النّصب لأنّها حرف إعراب، وظاهر معنى الآية التزهيد في الربا والترغيب في الصدقة، وقيل: هي الهدية المطلوب بها أزيد، انتهى، وخرج بقوله ﴿لِيَرْبُوَا﴾ ﴿فَلا يَرْبُوا﴾ المتفق على غيبه.

وقرأ «عما يشركون» (٣) بالغيب نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم، وكذا أبو جعفر ويعقوب، وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي.

واختلف في ﴿لِيُذِيقَهُمْ﴾ (٤) الأوّل فقنبل من طريق ابن مجاهد، وكذا روح بنون العظمة على طريق الالتفات من الغيبة للتكلم، وافقهما ابن محيصن، وقرأ الباقون بياء الغيبة أسندوه إلى ضمير الله تعالى المتقدم في قوله ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾، وبذلك قرأ قنبل في رواية الشطوي عن ابن شنبوذ عنه، وانفرد القاضي أبو الفرج عن ابن


(١) الروم: ٣٩.
(٢) الروم: ٣٩، النشر ٢/ ٣٤٥، المبهج ٢/ ٧٥٧، مفردة الحسن: ٤٢٩، مصطلح الإشارات: ٤١٧، إيضاح الرموز: ٥٨٨، كنز المعاني ٤/ ٢١٢٤.
(٣) الروم: ٤٠، النشر ٢/ ٣٤٦، مصطلح الإشارات: ٤١٧، إيضاح الرموز: ٥٨٨.
(٤) الروم: ٤١، النشر ٢/ ٣٤٦، المبهج ٢/ ٧٥٧، مفردة ابن محيصن: ٣٠٤، مصطلح الإشارات: ٤١٧، إيضاح الرموز: ٥٨٨، الدر المصون ٩/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>