للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿ضَعْفٍ﴾ (١) في المواضع الثّلاثة ﴿مِنْ ضَعْفٍ﴾ و ﴿مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً﴾ و ﴿ضَعْفاً﴾ فأبو بكر وحفص بخلف عنه، وحمزة بفتح الضّاد، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بضمها فيها، وهو الذي اختاره حفص فيما رواه عنه عبيد وعمرو، وقد روي عنه أنّه قال: ما خالفت عاصما في شيء من القراءات إلاّ في هذا الحرف، وقد صحّ عنه الفتح والضم فروى عنه عبيد والزهراوي والفيل عن عمرو الفتح، وروى عنه هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو عنه الضّم اختيارا، وبالوجهين قرأنا له، قيل: وهما بمعنى، وقال كثير من اللغويين: الضّم في البدن، والفتح في العقل، قال البيضاوي: والضم أقوى لقول ابن عامر: "قرأت على رسول الله ﴿مِنْ ضَعْفٍ﴾ فأقرأني «من ضعف» " (٢)، ومعنى «من ضعف» من النطفة كقوله ﴿مِنْ ماءٍ مَهِينٍ﴾، أو ابتداؤكم ضعفا كقوله ﴿خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ يعني أساس أمرهم وما عليه جبلتهم الضعف، والقوة التي تلي الضعف هي رعرعته ونماؤه وقوته إلى فصل الاكتهال، والضعف الذي بعد القوة هو حال الشّيخوخة والهرم والترداد في هذه الهيئات شاهده بقدرة الصانع وعلمه.

وأدغم ﴿لَبِثْتُمْ﴾ (٣) أبو عمرو وهشام، وابن ذكوان من طريق الصّوري، وحمزة والكسائي، وكذا أبو جعفر، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش.

واختلف في ﴿يَنْفَعُ﴾ (٤) هنا و «الطول» فعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالتّذكير فيهما، قال البيضاوي كغيره: لأنّ المعذرة بمعنى العذر أو لأنّ تأنيثها غير


(١) الروم: ٥٤، النشر ٢/ ٣٤٦، المبهج ٢/ ٧٥٨، مفردة الحسن: ٤٢٩، مصطلح الإشارات: ٤١٨، إيضاح الرموز: ٥٨٨، البحر المحيط ٨/ ٤٠١، تفسير البيضاوي ٤/ ٣٤١.
(٢) الحديث أخرجه أبو داود ٤/ ١٨٣ (٣٩٨٧)، والترمذي ٥/ ٥٣ (٢٩٣٦)، وهو حديث ضعيف لضعف عطية العوفي، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ٢/ ٤٩٠.
(٣) الروم: ٥٦، انظر: ٢/ ٧٧.
(٤) الروم: ٥٧، غافر: ٥٢، النشر ٢/ ٣٤٧، المبهج ٢/ ٧٥٨، مصطلح الإشارات: ٤١٨، إيضاح الرموز: ٥٨٨، تفسير البيضاوي ٤/ ٣٤٣، الدر المصون ٩/ ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>