للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاء وألف بعدها وكسر الهاء مخففة مضارع على وزن «تقاتلون» من باب المفاعلة مضارع «ظاهر»، وقرأ حمزة والكسائي، وكذا خلف بفتح التّاء وتخفيف الظاء وفتح الهاء مخففة بعد الألف والأصل بتائين فحذفت إحداهما، وافقهم الأعمش، وعن الحسن ضم التّاء وفتح الطّاء مخففة وتشديد الهاء مكسورة من غير ألف مضارع ظهر مشددا.

وأمّا «المجادلة» (١) فعاصم كقراءته هنا ووافقه الحسن، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي، وكذا أبو جعفر وخلف بفتح التّاء وتشديد الظاء وألف بعدها وفتح الهاء مخففة كقراءة ابن عامر هنا، وقرأ الباقون كذلك لكن بتشديد الهاء من غير ألف، ومعنى الآية: لم يجعل الله - تعالى - الزوجة المظاهرة أمّا لأنّ الأم مخدومة مخفوض لها جناح الذل، والزوجة مستخدمة متصرف فيها بالإستفراش وغيره/كالمملوك، وهما حالتان متنافيتان، والظّهار أن يقول الرجل لزوجته: أنت عليّ كظهر أمي، وعدى الفعل ب «من» لأنّ الظّهار كان طلاقا في الجاهلية، وكنّوا عن البطن بالظّهر إبعادا لما يقارب الفرج، ولكونهم كانوا يقولون: يحرم إيتان المرأة وظهرها للسماء، وأهل المدينة يقولون: يجيء الولد إذ ذاك أحول، فبالغوا في التغليظ في تحريم الزوجة تشبيها بالظهر، ثمّ بالغ فجعلها كظهر أمه (٢).

وإذا ركب ﴿اللاّئِي﴾ مع ﴿تُظاهِرُونَ﴾ هنا أنتج ذلك سبع قراءات:

الأولى: لقالون وقنبل، وكذا يعقوب «اللاء» بحذف الياء وتحقيق الهمزة المكسورة «تظّهّرون» بفتح التّاء وتشديد الظاء والهاء من غير ألف.

الثّانية: لورش والبزي وأبي عمرو، وكذا لأبي جعفر «اللاء» كذلك لكن بتسهيل الهمزة «تظّهرون» بتشديد الظاء والهاء بغير ألف كذلك، وافقهما ابن


(١) المجادلة: ٢، ٣.
(٢) النقل من البحر المحيط ٨/ ٤٥٢ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>