للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن عامر وأبو بكر بألف بعد النّون واللام وصلا ووقفا في الثّلاثة موافقة للرسم، وأيضا فإنّ هذه الألف تشبه هاء السّكت لبيان الحركة، وهاء السّكت تثبت وقفا للحاجة إليها، وقد ثبتت وصلا إجراء للوصل مجرى الوقف كما في «البقرة» (١) و «الأنعام» (٢) فكذلك هذه الألف، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ ابن كثير وحفص والكسائي، وكذا خلف بإثباتها في الوقف دون الوصل إجراء للفواصل مجرى القوافي في ثبوت ألف الاطلاق كقوله (٣):

أقليّ اللوم عاذل والعتابا … وقولي إن أصبت لقد أصابا

ولأنّها كهاء السّكت وهي تثبت وقفا وتحذف وصلا، قال في (الدر): "قولهم:

"تشبيها للفواصل بالقوافي، لا أحب هذه العبارة فإنّها منكرة لفظا "، وافقهم ابن محيصن، وقرأ الباقون بحذفها في الحالين لأنّها لا أصل لها، وقولهم أجريت الفواصل مجرى القوافي غير معتد به؛ لأنّ القوافي يلزم الوقف عليها غالبا، والفواصل لا يلزم ذلك فيها فلا تشبه بها وخرج ب ﴿السَّبِيلا * رَبَّنا﴾ و ﴿وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ المتفق على حذف ألفه في الحالين.

واختلف في ﴿مُقامَ﴾ (٤) فحفص بضمّ الميم اسم مكان، أي: لإمكان إقامة أو مصدر، أي: لا إقامة، وقرأ بالضّم كذلك في ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ﴾ (٥) نافع، وابن عامر، وكذا/أبو جعفر، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالفتح في الموضعين اسم مكان من «قام»، أي: لا مكان قيام، ويأتي المصدر منه أيضا بالفتح، أي: لا قيام لكم،


(١) سورة البقرة: ٢٥٩، ٣/ ١٩٤.
(٢) سورة الأنعام: ٩٠، ٤/ ٢١٩.
(٣) البيت من الوافر، وهو لجرير، والشاهد فيه هنا ثبوت ألف الإطلاق كما في «العتابا» و «أصابا»، انظر: ديوانه: ٦٤، الكتاب ١/ ٥٢، التصريح ١/ ٣٠٠، خزانة الأدب ٢/ ٢٢٨.
(٤) الأحزاب: ١٣، النشر ٢/ ٣٤٨، المبهج ٢/ ٧٦٤، مصطلح الإشارات: ٤٢٥، إيضاح الرموز: ٥٩٦، الدر المصون ٩/ ١٠٠، البحر المحيط ٨/ ٤٦٠، تفسير البيضاوي ٤/ ٣٦٧.
(٥) الأحزاب: ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>