للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقيامه مقام الفاعل، وافقهم اليزيدي والحسن، وقرأ الباقون بالياء من تحت وتخفيف العين وألف قبلها من المفاعلة مبنيا للمفعول، و «العذاب» بالرّفع لقيامه مقام الفاعل، وعن ابن محيصن وجه آخر تفرّد به من (المفردة) وهو بالنّون والمد والكسر التّخفيف، ونصب «العذاب»، ورويت عن زيد بن علي، وخارجه عن أبي عمرو.

واختلف في ﴿وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها﴾ (١) فحمزة والكسائي، وكذا خلف بالياء من تحت على التذكير فيهما، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالتاء من فوق على التّأنيث في الأوّل والنّون في الثّاني فأمّا الياء من تحت في «ويعمل» فلأجل الحمل على لفظ «من» والتّاء من فوق حملا على معنى «من» إذ المراد بها مؤنث، ويرشح هذا تقدم لفظ المؤنث وهو ﴿مِنْكُنَّ﴾، وأمّا «يؤتها» بالياء من تحت فالضمير لله - تعالى - لتقدمه في ﴿اللهَ وَرَسُولَهُ﴾، وبالنون فهو نون العظمة، وفيه انتقال من الغيبة إلى التكلم.

وقرأ «من النساء إن» (٢) بتسهيل الهمزة الأولى قالون والبزي، وافقهما ابن محيصن من (المبهج)، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثّانية، وبه قرأ ورش من طريق الأزرق في أحد وجهيه، وقرأ في وجهه الثّاني بإبدالها ياء ساكنة من جنس سابقتها فيزيد مد الحجز للسّاكنين، وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى وتحقيق الثّانية، ومن طرق غيره بتسهيل الثّانية، وله وجه ثالث إبدالها ياء مع المدّ كورش، وقرأ أبو عمرو، وكذا رويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى وتحقيق الثّانية (٣)، وافقهما ابن محيصن من (المفردة)، واليزيدي، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف


(١) الأحزاب: ٣١، النشر ٢/ ٣٤٩، المبهج ٢/ ٧٦٥، مصطلح الإشارات: ٤٢٧، إيضاح الرموز: ٥٩٧، الدر المصون ٩/ ١١٧.
(٢) الأحزاب: ٣٢.
(٣) باب الهمزتين من كلمتين ٢/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>