للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ «أن تبدل» (١) بتشديد التّاء البزّي، ووافقه ابن محيصن بخلف عنهما كما في «البقرة»، ومعنى الآية: إنّهن لمّا خيّرن بين الدنيا والآخرة فاخترن الآخرة جازاهنّ الله بتحريم التزوج بغيرهن، ثمّ نسخ حكم هذه الآية كما دلّ عليه الأحاديث الصحاح (٢)، وأباح له التزوج أيّ عدد أراد، لكن لم يقع منه بعد ذلك لتكون المنة له ﷿، وعن بعضهم معناه: لا تحل لك «النّساء» من بعد الأجناس الأربعة التي في قوله ﴿إِنّا أَحْلَلْنا لَكَ﴾ … الآية، فلا تحل له عريبة غير بنات عمه وعماته وخالاته، ولا غير مهاجرة وإن كانت غير قريبة ولا غير مؤمنة، فقوله ﴿وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ﴾ على هذا تأكيد بخلافه في المعنى الأوّل.

وأمال ﴿إِناهُ﴾ (٣) هشام من طريق الحلواني، وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ/ورش من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح، وبه قرأ نافع من (العنوان).

وقرأ «فسئلوهن» (٤) بنقل حركة الهمزة إلى السّين ابن كثير والكسائي، وكذا خلف، وافقهم ابن محيصن.

وسهل الهمزة الأولى وحقق الثّانية من ﴿أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ﴾ (٥) قالون والبزي، وافقهما ابن محيصن من (المبهج)، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر، ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثّانية وتحقيق الأولى وهو أحد وجهي الأزرق عن ورش، والوجه الآخر عنه إبدالها ياء ساكنة من جنس سابقتها مع المدّ للسّاكنين، وبه


(١) الأحزاب: ٥٢، النشر ٢/ ٣٤٩، مصطلح الإشارات: ٤٢٨، إيضاح الرموز: ٥٩٩، تفسير ابن كثير ٦/ ٤٤٨ بتصرف.
(٢) منها ما أخرجه الترمذي ٥/ ٢٦٩ (٣٢١٦) والنسائي ٦/ ٥٦ (٣٢٠٤) عن عائشة قالت: "ما مات رسول الله حتى أحل له النساء" صححه الألباني في صحيح الترمذي.
(٣) الأحزاب: ٥٣.
(٤) الأحزاب: ٥٣.
(٥) الأحزاب: ٥٥، باب الهمزتين من كلمتين ٢/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>