للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموضعين نعتا ل ﴿رِجْزٍ﴾، وهو العذاب السيء، وقد ضعّف مكّي (١) قراءة الرّفع واستبعدها قال: "لأنّ الرجز هو العذاب السيء، فيصير التقدير عذاب أليم من عذاب، وهذا معنى غير متمكّن"، قال: "والاختيار خفض «أليم» لأنّه أصح في التقدير، والمعنى: إذ تقديره: لهم عذاب من عذاب أليم، أي: هذا الصنف من أصناف العذاب لأنّ العذاب بعضه أكثر من بعض"، وأجيب: بأنّ الرجز مطلق العذاب، فكأنه قيل لهم: هذا الصنف من العذاب من جنس العذاب، وكأنّ أبا البقاء (٢) لحظ ذلك حيث قال: "وبالرفع صفة ل ﴿عَذابٌ﴾ /والرجز مطلق العذاب".

وأمال ﴿وَيَرَى الَّذِينَ﴾ (٣) السّوسي بخلف عنه في الوصل، وفتحه الباقون، وهو الثّاني للسّوسي، وأماله في الوقف أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش بين بين من طريق الأزرق، وبه قرأ نافع من (العنوان)، وفتحه الباقون.

واتفقوا على قطع همزة ﴿جَدِيدٍ * أَفْتَرى﴾ (٤) مفتوحة للاستفهام، واستغنى بها عن همزة الوصل.

واختلف في ﴿نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ﴾ … ﴿أَوْ نُسْقِطْ﴾ (٥) فحمزة والكسائي وكذا خلف بالياء في الثّلاثة إسنادا للفعل إلى ضمير الله - تعالى - المتقدم ذكره، وافقهم الأعمش، وأدغم الكسائي وحد الفاء في الباء للتّقارب، وقرأ الباقون بنون العظمة في الثّلاثة إخبار من الله تعالى عن نفسه على حدّ قوله - تعالى - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا﴾ (٦).


(١) الكشف ٢/ ٢٠١.
(٢) الإملاء ٢/ ١٩٥.
(٣) سبأ: ٦، النشر ٢/ ٧٨.
(٤) سبأ: ٧، ٨، الدر المصون ٩/ ١٥٦.
(٥) سبأ: ٩، النشر ٢/ ٣٥٠، المبهج ٢/ ٧٦٨، مفردة الحسن: ٤٣٩، مصطلح الإشارات: ٤٣١، إيضاح الرموز: ٦٠٢، الدر المصون ٩/ ١٥٨.
(٦) سبأ: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>