للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الابتداء، وافقهم الحسن واليزيدي، وقرأ الباقون بالنّصب بإضمار فعل على الاشتغال، قال في (الدر): "والوجهان مستويان لتقدّم جملة ذات وجهين وهي قوله - تعالى - ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي﴾ فإن راعيت صدرها رفعت لتعطف جملة اسمية على مثلها، وإن راعيت عجزها نصبت لتعطف فعلية على مثلها، وبهذه الآية يبطل قول الأخفش: إنّه لا يجوز النّصب في الاسم إلاّ إذا كان في جملة الاشتغال ضمير يعود على الاسم الذي تضمنته جملة:" ذات شركاء "من وجهين، قال: لأن المعطوف// ٣٩٣ أ/ على الخبر خبر فلا بد من ضمير يعود على المبتدأ فيجوز:" زيد قائم وعمرا أكرمته في داره ولو لم يقل:" في داره "لم يجز، ووجه الرد من هذه الآية أنّ أربعة من القراءة السّبعة المجمع على تواترها نصبوا، وليس في جملة الاشتغال ضمير يعود على الشمس، وقد أجمع على النّصب في قوله: ﴿وَالسَّماءَ رَفَعَها﴾ بعد قوله ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ﴾ (١) " انتهى، وقال في (البحر): «قدرنا» على حذف مضاف، أي: قدرنا سيره، و «منازل» ظرف، أي: في منازل، وقيل: قدرنا نوره في منازل، فيزيد مقدار النّور كلّ يوم في المنازل الاجتماعية وينقص في المنازل الاستقبالية، وهذه المنازل معروفة عند العرب وهي ثمانية وعشرون منزلة ينزل القمر كلّ ليلة واحدا منها لا يتخطاه ولا يتقاصر عنه على تقدير مستو لا يتفاوت، ويسير فيها من ليلة المستهل إلى الثامنة والعشرين ثمّ يستتر ليلتين أو ليلة إذا نقص الشهر فإذا كان في آخر منازله دق واستقوس وأصفرّ فشبّه بالعرجون القديم" انتهى.

وقرأ «ذريتهم» (٢) بالجمع وكسر التّاء نافع وابن عامر، وكذا أبو جعفر ويعقوب، وقرأ الباقون بالتّوحيد مع فتح التّاء، وسبق ب «الأعراف»، وعن المطّوّعي كسر ذاله كما في «البقرة».


(١) الآية: ٧.
(٢) يس: ٤١، النشر ٢/ ٣٥٤، المبهج ٢/ ٧٧٧، مصطلح الإشارات: ٤٤٤، إيضاح الرموز: ٦١٣، سورة الأعراف: ١٧٢، ٤/ ٣٤٩، سورة البقرة: ١٢٤، ٣/ ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>