للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ ٤١٢ أ/وقرأ ﴿الرِّيحَ﴾ (١) بالجمع نافع وكذا أبو/جعفر، والباقون بالإفراد.

واختلف في ﴿وَيَعْلَمَ الَّذِينَ﴾ (٢) فنافع وابن عامر، وكذا أبو جعفر برفع الميم على القطع والاستئناف بجملة فعلية، أو الاستئناف بجملة اسمية، فتقدر قبل الفعل مبتدأ أي: وهو يعلم الذين، ف ﴿الَّذِينَ﴾ على الأوّل فاعل، وعلى الثّاني: مفعول، وقرأ الباقون بنصها، قال الزجاج: "على الصرف" (٣)، قال: "ومعنى الصرف صرف العطف عن اللفظ إلى العطف على المعنى"، قال: "وذلك أنّه لمّا لم يحسن عطف ﴿وَيَعْلَمَ﴾ مجزوما على ما قبله، إذ يكون المعنى: إن يشأ يعلم، عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله، ولا يتأتى ذلك إلاّ بإضمار «أن» ليكون مع الفعل في تأويل اسم"، وقال الكوفيون (٤): "منصوب بواو الصرف" يعنون أنّ الواو نفسها هي الناصبة لا بإضمار «أن»، وتقدم معنى الصرف، وقال الزّمخشري: "النّصب على أنّه على تقليل محذوف"، قال: "تقديره لينتقم منهم، و ﴿وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ﴾ ونحوه في العطف على التعليل المحذوف غير عزيز في القرآن، ومنه قوله تعالى ﴿وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ﴾ " (٥) انتهى، وتعقبه أبو حيّان بقوله: "ويبعد تقديره: «لينتقم منهم» لأنّه ترتب على الشرط إهلاك قوم ونجاة قوم، فلا يحسن لينتقم منهم، وأمّا الآيتان فيمكن أن تكون اللاّم متعلقة بفعل محذوف ﴿وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ﴾ فعلنا ذلك ﴿وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ﴾ فعلنا ذلك"، انتهى.

واختلف في ﴿كَبائِرَ الْإِثْمِ﴾ (٦) هنا وفي «النجم» فحمزة والكسائي وكذا خلف


(١) الشورى: ٣٣، النشر ٢/ ٣٦٨، مصطلح الإشارات: ٤٧١، إيضاح الرموز: ٦٤٣.
(٢) الشورى: ٣٥، النشر ٢/ ٣٦٨، المبهج ٢/ ٨٠٢، مصطلح الإشارات: ٤٧١، إيضاح الرموز: ٦٤٣، الدر المصون ٩/ ٥٦٠، البحر المحيط ٩/ ٣٤١.
(٣) إعراب القرآن للزجاج ١/ ٢١٤، ٢١٨.
(٤) الإنصاف في مسائل الخلاف ٢/ ٥٥٥.
(٥) الكشاف ٣/ ٤٧٢.
(٦) الشورى: ٣٧، النجم: ٣٢، النشر ٢/ ٣٦٨، المبهج ٢/ ٨٠٢، مصطلح الإشارات: ٤٧١،

<<  <  ج: ص:  >  >>