للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفرّاء وأتباعه: أربعة عشر، فأسقطوا مخرج النّون واللاّم والرّاء، وجعلوها من مخرج واحد.

والصّواب المختار: هو الأوّل.

وهذه المخارج على سبيل التّقريب، وإلاّ فلكلّ حرف مخرج.

ولمّا كان مادة الصّوت الهواء الخارج من داخل، كان أوّل المخارج الجوف، ثمّ آخره الحلق، وآخره أوّل اللّسان، ثمّ آخره الشّفتان، فانحصرت هذه المخارج في:

الجوف، والحلق، واللسان، والشفة:

الأوّل: الجوف، وهو لثلاثة أحرف: الألف، والياء والواو الساكنين، المجانس حركة ما قبل كلّ له، وهي: حروف المدّ واللين.

وتسمي: الهوائية، لأنّه لا حيّز لها فهي بالصّوت أشبه بجامع عدم الحيز، وكل حرف مساو لمخرجه إلاّ حروف المدّ فإنّها دونه، ومن ثمّ قبلت الزّيادة، وتسمى الجوفية.

قال الخليل:" وإنّما نسبن إلى الجوف لأنّه آخر انقطاع مخرجهن " (١)، وقول مكّي:

"إنّ بعضهم زاد معهنّ الهمزة، لأنّ مخرجها من الصّدر، وهو متصل بالجوف "، تعقبه ابن الجزري فقال:" والصواب اختصاصهنّ بالجوف، دون الهمزة، لأنّهنّ أصوات لا يعتمدن على مكان، حتى يتصلن بالهواء، بخلاف الهمزة " (٢) اه.

الثّاني الحلق: وفيه ثلاثة مخارج لستة أحرف:

أوّلها: أقصى الحلق، وهو آخر طابقتيه مما يلي الصدر، وهو للهمزة ثمّ الهاء،


(١) قول الخليل في العين ١/ ٥٧:" وسميت جوفا لأنها تخرج من الجوف فلا تقع في مدرجة من مدارج اللسان ولا من مدارج الحلق ولا من مدارج اللهاة، وإنما هي هاوية في الهواء فلم يكن لها حيز تنتسب إليه إلا الجوف "، والمؤلف نقل القول من الرعاية لمكي: ١٤٢.
(٢) الرعاية: ١٤٢، النشر ١/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>