للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محيصن بخلف عنه كما في «البقرة».

وقرأ ﴿وَلا تَنابَزُوا﴾ و ﴿وَلا تَجَسَّسُوا﴾ و ﴿لِتَعارَفُوا﴾ (١) بتشديد الياء في الثّلاثة وصلا البزّي، ووافقه ابن محيصن بخلف عنهما، ومرّ ذكره ب «البقرة»، والتنابذ: تفاعل من النبذ، وهو التداعي باللقب، والتجسس: التتبع، ومنه: الجاسوس والجسّاسة.

وعن الحسن «ولا تحسسوا» (٢) بالحاء المهملة، قال البيضاوي: "من الحس / ٤٢٤ ب/الذي هو أثر الجس/وغايته، ولذلك قيل للحواس: جواس"، ومعنى الآية: "لا تبحثوا عن عورات المسلمين ومعايبهم بالبحث عنها، وقد روي:" لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من يتبع عوراتهم تتبع الله عورته حتى يفضحه ولو في جوف بيته " (٣) " (٤).

وأمال ﴿أَتْقاكُمْ﴾ (٥) حمزة والكسائي، وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، وقرأ الأزرق عن ورش بالفتح كالباقين، وبالتّقليل كقالون في (العنوان).


(١) الحجرات: ١٢، النشر ٢/ ٣٧٦، مصطلح الإشارات: ٤٩٦، إيضاح الرموز: ٦٧٠، الدر المصون ١٠/ ١١، البحر المحيط ٩/ ٥٠٥، سورة البقرة: ٢٦٧، ٣/ ١٩٨.
(٢) الحجرات: ١٢، مفردة الحسن: ٤٩٢، مصطلح الإشارات: ٤٩٦، إيضاح الرموز: ٦٧٠، تفسير البيضاوي ٥/ ٢١٨.
(٣) الحديث نصه: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو فى جوف بيته"، أخرجه أبو يعلى ٣/ ٢٣٧ (١٦٧٥)، وابن أبي الدنيا في الصمت: ١٢٠ (١٦٧) عن البراء، وأحمد ٤/ ٤٢٠ (١٩٧٩١)، وأبو داود ٤/ ٢٧٠ (٤٨٨٠)، والبيهقي ١٠/ ٢٤٧ (٢٠٩٥٣) عن أبي برزة، وفي صحيح ابن حبان ٨/ ٢٥٠ (٥٧٣٣) عن ابن عمر: "يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عثراتهم، فإنه من يطلب عورة المسلم يطلب الله عورته، ومن يطلب الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته"، وهو بصيغ أخرى متقاربة في الطبراني ١١/ ١٨٦ (١١٤٤٤)، الترمذي (٢٠٣٢) وقال الأرناؤوط: إسناده قوي، وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٩٤: رجاله ثقات.
(٤) تفسير البيضاوي ٥/ ٢١٨.
(٥) الحجرات: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>