للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لرخاوتها وانحرافها إلى طرف اللّسان مع أصول الثّنايا العليا، والصّاد والضّاد متوسطتان في الإطباق، وما عداها من الحروف منفتحة لتجافي اللسان عن الحنك حتى يخرج الريح من بينهما عند النّطق بها، وفي تسميتهم: المنطبقة بما ذكر تجوّز، لأنّ الطّبق إنّما هو للسان والحنك، وأمّا الحرف فهو مطبق عنده، فاختصر فقيل:

مطبق، ومثله كثير في الاستعمال.

والكلام في المنفتحة كذلك، لأنّ الحرف لا ينفتح، وإنّما ينفتح عنده اللسان عن الحنك، وكذلك المستعلية، إلاّ أن يقال: سميت لخروج صوتها من جهة العلو.

وأمّا المذلقة: فستة أحرف، جمعوها في: «فرّ من لب»، لأنّه يعتمد عليها من ذلق اللسان، وهو طرفه وصدره، وهي أخف الحروف على اللسان، وثلاثة منها تخرج من بين الشّفتين، ولا عمل لها في/اللسان، وهي: «الفاء، والباء، والميم»، وباقيها يخرجن من أسفل اللسان إلى مقدّم الغار الأعلى، وما عداها من الحروف مصمتة، وسميت بذلك لأنها أصمتت أي منعت أن تختص ببناء كلمة في لغة العرب، إذا كثرت حروفها، لاعتياصها: أي عصيانها على اللسان، فهي حروف لا تنفرد بنفسها في كلمة أكثر من ثلاثة أحرف، حتى يكون معها غيرها من الحروف المذلقة (١).

فمعنى المصمتة: الممنوعة من أن تكون منفردة في كلمة طويلة، من قولهم:

"صمت "إذا منع نفسه الكلام.

وهذا آخر الصّفات ذات الأضداد.

وأمّا الصّفات التي لا يطلق على باقيها اسم مشعر بضد تلك الصّفة، بل بسلبها:

فمنها حروف الصّفير، وهي: السّين، والصّاد، والزّاي: وهو صوت زائد من بين الشّفتين يصحبها عند خروجها، وهي الحروف الأسلية (٢).


(١) النشر ١/ ٢٠٣، الرعاية: ١٣٦.
(٢) الرعاية: ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>