للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: الرّاجع، للميم؛ لأنّها ترجع في مخرجها إلى الخياشيم، لما فيها من الغنّة، والقائل بهذا يلزمه إلحاق النّون السّاكنة إذ لا فرق (١).

ومنها: حروف الإبدال، وهي اثنا عشر حرفا، جمعوها في: «طال يوم أنجدته»، لأنّها تبدل من غيرها، تقول: "هذا أمر «لازب» و «لازم» "، فتبدل أحدهما من الآخر فالميم تبدل من الباء، ولا تقول: الباء بدل/من الميم؛ لأنّ الباء ليست من حروف الإبدال، إنّما يبدل غيرها منها، ولا تبدل من غيرها، وليس البدل في هذا جاريا في كلّ شيء، إنّما هو موقوف على السّماع، ينقل ولا يقاس عليه، ولم يأت في السّماع حرف يكون بدلا من غيره، إلاّ من أحد هذه الأحرف الاثنى عشر (٢).

ومنها: الزّوائد، وهي عشرة، جمعوها في: «سألتمونيها»، لأنّه لا يقع في كلام العرب حرف زائد في اسم ولا في فعل إلاّ أحد هذه العشرة.

والزيادة: إدخال أحد هذه الحروف على الكلمة بعد وضعها، فليس جزءا، وتوزن بلفظها الأصلي، ويكون في الكلمة منها زائدان وثلاثة، نحو: «انكسر»، و «استبشر» الهمزة والنّون، والهمزة والسّين والتاء، وقد يجتمع منها أربعة في المصادر، نحو:

«استبشار» الهمزة السّين والتاء والألف (٣).

وإذا تقرر هذا فاعلم أنّ الصّفات منها ما هو متضاد، فلا يجتمع متضادّان في حرف واحد، ومنها ما هو غير متضاد، فيمكن اجتماع صفتين فأكثر في حرف واحد، وكل منهما إمّا صفة قوة، تقوّي موصوفها، أو صفة ضعف تضعفه، ومن ثمّ انقسمت الحروف بهذا الاعتبار ثلاثة أقسام:

قوي مطلقا، وهو: ما اجتمعت فيه صفات القوة، ويتشعب منه الأقوى.


(١) الرعاية: ١٣٨.
(٢) الرعاية: ١٢٢.
(٣) الرعاية: ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>